الحِدِيثِ وَأَداءِ الأَمانَةِ إِلىَ البِرِّ وَالفاجِرِ» (١).
وهذا التعبير يوضّح أنّ جميع الأديان السماوية قد جعلت الصدق والأمانة جزءً مهمّاً من تعليماتها الدينية والإنسانية ومن الاصول الثابتة في الأديان الإلهية.
٤ ـ ورد عن الإمام أيضاً على مستوى إمتحان إيمان الناس أنّه قال : «لا تَنظُروا إلى طُولِ رُكُوعِ الرَّجُلِ وَسُجُودِهِ فَإنَّ ذَلِكَ شَيءٌ إِعتَادَهُ فَلَو تَرَكَهُ إِستَوحَشَ لِذلِكَ وَلَكِنْ انظُرُوا الى صِدقِ حَدِيثِهِ وَأَداءِ أَمانِتِهِ» (٢).
٥ ـ ومثل هذا المعنى ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله تعبير شديد حيث قال : «لا تَنظُروا إلى كَثْرَةِ صَلاتِهِم وَصَومِهِم وَكَثْرَةِ الحَجِّ وَالمَعرُوفِ وَطَنطَنَتِهِم بِالَّليلِ وَلَكِنْ انظُرُوا إِلى صِدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأَمانَةِ» (٣).
والهدف من هذا التعبير ليس هو أنّ هؤلاء لا يهتمّون بصلاتهم وصومهم أو يستخفّون بحجّتهم وإنفاقهم بل الهدف هو أنّ هذه الامور ليست هي العلامة الوحيدة لإيمان الفرد بل هناك ركنان أساسيان لدين الشخص أي الصدق والأمانة.
٦ ـ وورد عن الإمام زين العابدين عليهالسلام في هذا المجال تعبير عجيب حيث يقول لشيعته : «عَلَيكُم بِأَداءِ الأَمانَةِ فَو الَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله بِالحَقِّ نَبِيَّاً لَو أَنَّ قاتِلَ أَبِي الحُسَينِ ابنِ عَلَيٌّ عليهالسلام ائتَمَننِي عَلَى السَّيفِ الَّذِي قَتَلَهِ بِهِ لَأَدَّيتُهُ إِلَيهِ» (٤).
٧ ـ ومثل هذا المعنى ولكن بتعبير آخر ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضاً : «إنَّ ضارِبَ عَلِيٌّ بِالسَّيفِ وَقاتِلَهُ إِذا إِئتَمَننِي وَاستَنصَحَنِي وَاستِشارَنِي ثُمَّ قَبِلتُ ذَلِكَ مِنهُ لأَدَّيتُ إِلَيهِ الأمانَةَ» (٥).
٨ ـ وفي حديث آخر عن الإمام أيضاً يستفاد أنّ الوصول إلى المقامات السامية حتّى
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٠٤.
٢ ـ المصدر السابق ، ص ١٠٥ ، ح ١٣.
٣ ـ بحار الانوار ، ج ٧٢ ، ص ١١٤ ، ح ٥.
٤ ـ المصدر السابق ، ح ٣.
٥ ـ مجموعة ورام ، ج ١ ، ص ٢٠.