الأبعاد والنتائج السلبية والمخربّة للخيانة ، بحيث إنّ الإنسان عند مطالعتها والتأمل والتدبّر فيها يستوحي الكثير من المفاهيم الإسلامية والقيم الأخلاقية والاجتماعية المهمّة والبنّاءة في حركة الحياة والمجتمع.
فروع الأمانة :
عند ما نتحدّث عن الأمانة فإنّ أغلب الناس يتبادر إلى أذهانهم الأمانة في الامور المالية ، ولكن كما تقدّم في تفسير الآيات الواردة عن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام أنّ الأمانة لها مفهوم واسع جدّاً بحيث تستوعب جميع المواهب الإلهيّة والنعم الربانيّة على الإنسان.
هذه النعم والمواهب الإلهيّة المندرجة في مفهوم الأمانة تشتمل على مصاديق لا تعد ، فهي ترد بالنسبة إلى القرآن الكريم والإسلام والإيمان والولاية وحتّى إلى أقل النعم والمواهب المادية والمعنوية.
الأحاديث الشريفة التي تؤكد على أنّ الأمانة تورث الغنى ، وأنّ الخيانة تورث الفقر ناظرة إلى الأمانة المالية والمادية ، ولكنّ الآية الشريفة وبعض الروايات التي تشير إلى عرض الأمانة على السموات والأرض لا تقصد الأمانة المادية والمالية قطعاً بل تمتد أبعد من ذلك وتنظر إلى الأمانات المعنوية.
ونقرأ في حديث عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عند ما يحين وقت الصلاة فإنّ حاله يتغيّر وعند ما سئل عن ذلك قال : «جَاءَ وَقتُ الصَّلاةِ ، وَقتُ أَمانَة عَرضَها اللهُ عَلَى السَّمواتِ وَالأَرضِ فأَبَينَ أنْ يَحمِلنَها وأَشفَقنَ مِنها» (١).
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إِنَّ اللهَ تَباركَ وَتَعالى خَلَقَ الأَرواحَ قَبَلَ الأَجسَادِ بِأَلفَي عامٍ فَجَعَلَ أَعلاها وَأَشرَفَها أَرواحَ مُحَمَّدٍ وَعَليٍّ وَفاطِمَةَ وَالحَسنِ والحُسَينِ وَالأَئِمَةُ بَعدَهُم صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِم فَعَرضَها عَلى السَّمواتِ والأرضِ وَالجِبالِ ...
__________________
١ ـ نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٣١٣.