على أحوالهم أن نتحرّك لتتبع أثر هذه الصفة الأخلاقية فيهم.
الصدق في الروايات الإسلامية :
إنّ أهميّة هذه الفضيلة الأخلاقية في الروايات الإسلامية أكثر من أن يقال أو يذكر في هذا المختصر ، فالأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله والأئمّة المعصومين عليهمالسلام في هذا المجال تجاوزت حد الحصر ، ولكننا نكتفي في هذا الفصل بذكر نماذج منها لبيان أهميّة هذه الصفة من بين الصفات الأخلاقية للإنسان حيث يستفاد جيداً من الروايات أنّ جميع الفضائل الإنسانية تنبع من حالة الصدق.
١ ـ ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في بيان أهميّة الصدق والذي تقدّم ذكره في الفصل السابق ولكننا نذكره مرة اخرى لأهميته : «لا تَنظُروا إلى كَثْرَةِ صَلاتِهِم وَصَومِهِم وَكَثْرَةِ الحَجِّ وَالمَعرُوفِ وَطَنطَنَتِهِم بِالَّليلِ وَلَكِنْ انظُرُوا إِلى صِدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأَمانةِ» (١).
٢ ـ ونقرأ في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليهالسلام : «إِن اللهَ لَم يَبعَثْ نَبيّاً إلّا بِصدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأمانةِ إِلَى البِرِّ والفاجِرِ» (٢).
٣ ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام يقول حول تأثير الصدق في جميع أعمال الإنسان وسلوكياته «وَمَن صَدَقَ لِسانُهُ زكَى عَمَلُهُ» (٣) ، لأنّ الصدق يمثل الجذر والأساس لجميع الأعمال الصالحة ، وسوف يأتي لاحقاً بيان هذا المطلب بالتفصيل.
٤ ـ ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق أيضاً في كتابه إلى أحد أصحابه ويُدعى عبد الله بن أبي يعفور حيث قال له : «انظُر ما بَلَغَ عَلَيٌّ بِهِ عِندَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآله فَأَلزَمَهُ ، فَإنَّ عَلِيّاً عليهالسلام إِنّما بَلَغَ ما بَلَغَ عِندَ رَسُولِ الله صلىاللهعليهوآله بِصدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأمانَةِ» (٤).
__________________
١ ـ بحار الانوار ، ج ٦٨ ، ص ٩ ، ح ١٣.
٢ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، ح ١.
٣ ـ المصدر السابق ، ح ٣.
٤ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، ح ٥.