من الجميع في المجالس وغيرها ولا يحبون أن يجلس أحد في مكان أعلى منهم ، أو يقاطعهم في أثناء كلامهم ويجب أن يكون كلامهم هو الكلام الأول والأخير ، ومن قدّم إليهم صنوف المدح وآيات الاحترام والتبجيل فهو إنسان شريف ويعترف بالجميل ، ومن لم يكن كذلك فهو لئيم وناكر للجميل ، ولذلك فإن مثل هؤلاء الأشخاص غالباً ما يكونون منبوذين ومكروهين ، ورجوع بعض المحتاجين إليهم هو من باب الإجبار وعدم الحيلة.
مثل هؤلاء الأفراد يعرفون بسرعة ، وجاء في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام : «إنَّ شِرارَكُم مَن أَحبَّ أن يُوطّأ عَقِبَهُ» (١).
ونقرأ في حديث آخر عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : «مَنْ أَحبَّ أن يُمثّل لَهُ الرِّجالُ فَليَتَبَوءَ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (٢).
ومن العلامات الاخرى لهم ، أنّهم يعيشون في حالة الوهم والشخصية الخيالية الضاربة في أحلام اليقظة ، فما لا يحصلونه في عالم الواقع من المنزلة والجاه والاحترام يجدونه حاضراً في عالم الوهم والخيال.
أسباب ومقاصد حبّ الجاه :
في بحث «حبّ الجاه» علّق المرحوم «الفيض الكاشاني» تعليقاً لطيفاً ، فقال : «إنّ تعلق الناس بحب الجاه والمقام ، أو بعبارة اخرَى أنّ حبّ التسلط على القلوب أقوى من حبّ المال والثروة ، لأنّ الوصول للمال والثروة يكون عن طريق الجاه ، أسهل منه عن طريق المال للجاه ، حيث يوجد الكثير من المتمولين لكن لا سيطرة لهم على قلوب الناس ، ولكن الذين يستطيعون التأثير على القلوب ، يكون تحصيل المال والثروة أسهل لهم.
ثانياً : الأموال تكون معرضة للتلف والحفاظ عليها يعدّ أمراً صعباً لكن الذي يملك
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ٨.
٢ ـ مكارم الأخلاق ، ج ١ ، ص ٢٦.