للمشاركة في قتال المسلمين.
وهذا هو خلق اليهود القديم حيث ينقضون العهود والمواثيق دائماً ؛ وينسون جميع المقررات والعهود فيما لو تعرضت مصالحهم إلى الخطر في أي زمان ومكان.
وفي هذا العصر أيضاً نجد صدق قول القرآن الكريم في هذا الوصف لليهود والصهاينة وأنهم كلما تعرضت منافعهم إلى الخطر فأنهم يسحقون جميع العهود والمواثيق التي أمضوها مع مخالفيهم وحتى إنّهم لا يلتزمون بالمعاهدات الدولية في دائرة الروابط بين الشعوب والدول والتي اشتركت في تدوينها وإمضائها جميع الدول ، فنجدهم يتمسكون بذرائع واهية وتبريرات سخيفة ليتحرّكوا في تعاملهم من موقع نقض العهود والمواثيق ، وهذه المسألة واضحة في عصرنا الحاضر إلى درجة أنّ بعض المفسرين ذكر في تفسير الآية أعلاه أنّ هذه الآية معجزة قرآنية حيث أخبرت عن المستقبل البعيد وكأنّنا نرى بأمّ أعيننا نقض العهود والمواثيق لبني إسرائيل حاضراً ، كما كانوا في عصر رسول الله صلىاللهعليهوآله.
لقد كان لهؤلاء عهود ومواثيق كثيرة مع نبيّهم موسى والأنبياء الذين جاءوا من بعده وكذلك مع النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، ولكنهم لم يفوا بواحدة من تلك العهود والمواثيق.
والتعبير بكلمة (فريق) في بداية الآية ، وكذلك التعبير (أكثرهم) في ذيل الآية يشير إلى أنّ المراد بالفريق هنا هو أكثر هذه الطائفة من الناس ، وكذلك يشير إلى أنّ العلاقة بين نقض العهد وعدم الإيمان هي علاقة وثيقة.
إنّ سياق الآيات الشريفة المذكورة آنفاً يدل بصراحة على أنّ الوفاء بالعهد والميثاق له منزلة رفيعة ومكانة سامية من بين المفاهيم الإسلامية والتعاليم القرآنية ، فهو أحد علائم الإيمان ويقع في مرتبة التقوى والأمانة ، وعلى درجة من الأهمية بحيث أنّ المسلمين وغير المسلمين سيان في ذلك ، أي أنّ المسلم أو جماعة المسلمين إذا إرتبطوا بعهدٍ وميثاق مع آخرين فيجب عليهم الألتزام بذلك العهد والميثاق سواءاً كان الطرف الآخر مسلماً أو كافراً ما دام ذلك الطرف ملتزماً بذلك العهد ، وأيضاً تدل هذه الآيات على أنّ أحد أهم العوامل