استَوبَلُوا مِنْ عَواقِبِ الغَدرِ» (١).
٤ ـ ونقرأ في حديث آخر قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أَقرَبُكُم غَداً مِنِّي فِي المَوقِفِ أَصدَقُكُم لِلحَدِيثِ وَأَدّاكُم لِلأَمانَةِ وَأَوفاكُم وَأَحسَنُكُم خُلقاً وَأَقرَبُكُم مِنَ النّاسِ» (٢).
٥ ـ ونقرأ في حديث آخر حول أهميّة الوفاء بالعهد والعواقب الوخيمة لنقض العهد عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «أَيُّها النَّاسُ إِنَّ الوَفاءِ تَوأَمُ الصِّدقُ ، وَلا أَعَلَمُ جُنَّةً أَوفى مِنهُ وَما يَغدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيفَ المَرجَعُ ، وَلَقَد أَصبحنا فِي زَمانٍ أَتَّخَذَ أَكثَرَ أَهلِهِ الغَدرَ كَيساً ، وَنَسَبَتهُم أَهلُ الجَهلِ فِيهِ إِلى حُسنِ الحِيلَةِ ، ما لَهُم قاتَلَهُم اللهُ قَد يَرَى الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجهَ الحَيلَةِ وَدُونَها مانِعٌ مِنْ أَمرِ اللهِ وَنَهيهِ» (٣).
فهنا نجد أنّ الإمام عليهالسلام يشكو من تغيّر الحال في عصره وزمانه وكيف أنّ الناس يرون في المنكر والحيلة ونقض العهود من كمال العقل والتدبير ويعتبرون التقوى والصدق والوفاء بالعهد نوع من الضعف وكما يقول الشاعر :
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ واتّسعتْ |
|
مسافَةُ الخُلفِ بَينَ القَولِ وَالعَملِ |
ونجد في عصرنا الحاضر أنّ الوفاء بالعهد قليل جدّاً ، بل نادر حيث يسود نقض العهود في ما يتعلق بالروابط بين الأفراد والمجتمعات البشرية وأنّ الفاصلة بين القول والعمل كبيرة جدّاً.
٦ ـ ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الباقر عليهالسلام قوله : «ثَلاثٌ لَم يَجعَلِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأَحِدٍ فِيهِنَّ رَخصَةً أَداءِ الأَمانِةِ إِلَى البَرِّ وَالفاجِرِ ، وَالوَفاءِ بِالعَهدِ لِلبَرِّ وَالفاجِرِ ، وَبِرُّ الوالِدينِ برِّينَ كانا أَو فاجِرينِ» (٤).
وجاء نفس هذا المضمون في رواية اخرى عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضاً (٥).
__________________
(١) نهج البلاغة ، الرسالة ٥٣.
(٢) بحار الانوار ، ج ٧٤ ، ص ١٥٠ ، ح ٨٢ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٩٢.
(٣) نهج البلاغة ، الخطبة ٤١.
(٤) اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٦٢ ، ح ١٥.
(٥) الخصال ، ص ١٤٠ ، ح ١١٨.