تفسير واستنتاج :
«الآية الإولى» : من الآيات محل البحث تتعرض لطائفة من المؤمنين الضعيفي الإيمان من موقع الذم والتوبيخ بسبب ترددهم وجبنهم في ميدان القتال وتثاقلهم عن الجهاد في سبيل الله فتقول : (يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ).
القرائن تشير إلى أنّ جماعة من المسلمين الجدد الذين لم تكن لهم تجربة كافية في الحرب قد تملكهم الخوف وسيطر عليهم الجبن عند ما سمعوا الأمر بالجهاد في سبيل الله ، ومع أنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله قال لهم بصراحة : أنا مأمور بأمر من الله تعالى في هذا الطريق ، ورغم ذلك فإنّهم يجادلون النبي صلىاللهعليهوآله ليثنوه عن عزمه ويعيدوه إلى المدينة وكأنّما يرون الموت على بعد خطوات منهم ، وفي الواقع فإنّ ضعف الإيمان والخوف من الموت والشهادة في سبيل الله دفعهم إلى التذرع بالحجج الواهية والتبريرات المختلفة لإضعاف عزم النبي صلىاللهعليهوآله ، القرآن الكريم يذم هذه الحالة ويصرح في الآيات اللاحقة أنّ مشيئة الله قد قررت تقوية الحق وقطع جذور الكافرين (رغم سيطرة الأوهام والتخيلات على هذه الفئة من ضعفاء الإيمان).
ويستفاد جيداً من هذه الآية أنّ أحد أسباب الجدل والمراء والمناقشات غير المنطقية هو ضعف النفس والخوف من تحديات الواقع والحالة الإنهزامية لدى الشخص في مواجهة الظروف الصعبة.
وقد ورد في التواريخ الإسلامية المعروفة أنّه عند ما سمع المسلمون بخبر تحرك جيش قريش من مكة لأنقاذ القافلة التجارية المتحركة في الطريق إلى مكة حيث تعرضت لتهديد المسلمين فانّ جماعة من ضعفاء المسلمين أصروا على النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أن يعود إلى مكة لأنّ المسلمين في نظرهم ليست لديهم القدرة الكافية على مواجهة جيش المشركين ، وأساساً أنّهم لم يخرجوا طلباً للحرب والقتال.
ويذكر أنّ أبا بكر قام فقال : يا رسول الله ، إنّها قريش وخيلاؤها ، ما آمنت منذ كفرت ، وما