٩ ـ وفي رواية عن الإمام أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «جِماعُ الشَّرِّ اللِّجاجُ وَكَثرَةُ المِمارَاةِ» (١).
١٠ ـ ونختم هذا البحث بحديث آخر عن سلمان الفارسي عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «لا يُؤمِنُ رَجُلُ حَتّى يُحِبُّ أَهلِ بَيتِي وَحَتّى يَدَعَ المِراءَ وَهُوَ مُحِقٌّ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطابِ : ما عَلامَةُ حُبِّ أَهلِ بَيتِكَ؟ قالَ : هذا ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى عَليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ عليهالسلام» (٢).
ولا شك أنّ هذين الموضوعين يرتبطان ببعضهما برابطة وثيقة حيث ذكرهما النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في كلامه مقترنين ، ولعل هذه الرابطة من جهة أنّ دلائل فضل الإمام علي وأهل بيته عليهمالسلام إلى درجة من الوضوح والبداهة بحيث يقبلها كل إنسان يتحرّك من موقع الإنصاف ويبتعد عن الجدال والمراء والخصومة ويهدف إلى طلب الحقيقة.
* * *
إنّ الروايات الشريفة في ذمّ المراء كثيرة جدّاً ، وما ذكر من الروايات العشر أعلاه إنّما هي نماذج وعيّنات من هذا الباب والنظر الدقيق في هذه الأحاديث والروايات يكفي لكي يحيط الإنسان بأخطار هذا الخلق الذميم وعواقبه الوخيمة وآثاره المخرّبة على المستوى الفردي والاجتماعي.
الآثار السلبية للجدال والمراء :
إنّ التأكيدات الكثيرة الواردة في الآيات القرآنية والروايات المتواترة الإسلامية في ذم الجدال والمراء والخصومة في المباحثات الكلامية إنّما هي من أجل أنّ أول نتائج هذا العمل المضرّة وهذا الخلق السيء هو التستّر والتغطية على الحقائق بحيث يجعل بين الإنسان وبين الحقيقة حجاباً سميكاً وسحابة سوداء على بصيرة الإنسان بحيث لا يدرك معها أوضح البديهيّات ويتحرّك في مناقشاته من موقع إنكار الامور الضرورية أو يدافع عن
__________________
١ ـ غرر الحكم.
٢ ـ سفينة البحار ، مادة «مَرَء» بحار الانوار ، ج ٢٧ ، ص ١٠٧ ، ح ٧٩.