تَنْظُرُونَ* ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(١).
٨ ـ (قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ)(٢).
٩ ـ (وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ* فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ)(٣).
١٠ ـ (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)(٤).
تفسير واستنتاج :
«الآية الأولى» تتكلم عن الكفّار المعاندين ، فإذا ما أنعم الله عليهم ورحمهم وكشف عنهم البلاء لغرض تنبههم لأخطائهم نراهم على العكس يزدادون غروراً ، ويصرون على غيّهم وطغيانهم (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ).
نعم فإن هذه الفئة التي تتعامل مع الحق والواقع من موقع العناد والاصرار على الباطل ، مرّة يتهمون الرسول صلىاللهعليهوآله بالجنون وتارة يطلبون منه التسليم لكلامهم ، وعند ما يرون المعجزات كانوا يصرون ويستكبرون وينكرون كل شيء. فالله تعالى شأنه ولأجل تنبيههم ، جعلهم عرضة للبلاء والتمحيص مرّة ، ومرّة اخرَى يغدق عليهم من نعمهِ ورحمته ، فلم ينفع كل ذلك لا البلاء والتمحيص ولا اغداق النعم ، وكل ذلك كان بسبب جهلهم وعنادهم وتعصبهم.
وقال بعض المفسرين : إنّ الطغيان له أشكال مختلفة ، طغيان العلم هو التفاخر ، وطغيان
__________________
١ ـ سورة البقرة ، الآية ٥٥ ـ ٥٦.
٢ ـ سورة المائدة ، الآية ٢٣.
٣ ـ سورة الزخرف ، الآية ٤٩ و ٥٠.
٤ ـ سورة الاسراء ، الآية ٩٣.