بل يستوعب جميع الذين ارتكبوا بعض الذنوب وانطلقوا من موقع الندم وجبران هذا النقص وتابوا توبة صالحة وصادقة.
هذا ما يتعلّق بمجموع الإشارات الواردة في آيات القرآن الكريم بالنسبة إلى مسألة حفظ السّر وإفشائه.
حفظ السِّر في الروايات الإسلاميّة :
ونجد في الروايات الإسلامية تعبيرات مختلفة وكثيرة فيما يتعلّق بحفظ السر وضرورة الالتزام بعدم إفشائه وإذاعته ممّا يدلّ على إهتمام الإسلام بهذا الموضوع حتى أنّه قرّر أنّ أسرار الآخرين بمنزلة الأمانة لدى الشخص وإفشائها يعني الخيانة للأمانة :
١ ـ ما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إِذا حدَّثَ الرَّجُلُ الحَدِيثَ ثُمَّ إلتَفَتَ فِهي أَمانَةٌ» (١).
هذه الالتفاتة تعني أنّه لا يريد أن يسمعه آخر ، فحينئذٍ يكون إفشاء هذا السرّ بمثابة الخيانة بالأمانة.
٢ ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : «مَنْ أَفشى سرَّاً إِستَودَعَهُ فَقَدْ خانَ» (٢).
٣ ـ وفي حديث آخر عن الإمام عليهالسلام أيضاً أنّه قال : «مَنْ كَشَفَ حَجابَ أَخِيهِ إِنكَشَفَ حَجابَ بَيتِه» (٣).
٤ ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : «جُمِعَ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ فِي كُتمانِ السِّرِّ وَمُصادَقَةُ الأَخيارِ وَجُمِعَ الشَّرِّ فِي الاذاعَةِ وَمُواخاةُ الأَشرارِ» (٤).
وطبعاً فإنّ كتمان السر يمكن أن يكون إشارة إلى كتمان سر الإنسان نفسه ، ولكنّ اطلاق
__________________
١ ـ المحجة البيضاء ، ج ٥ ، ص ٢٣٧.
٢ ـ غرر الحكم.
٣ ـ المصدر السابق.
٤ ـ بحار الانوار ، ج ٧١ ، ص ١٧٨ ، ح ١٧.