وفي حديث آخر عن الإمام عليهالسلام نفسه أنّه قال : «لا تُسِرَّ إِلَى الجاهِلِ شَيْئاً لا يُطِيقُ كِتْمانَهُ» (١).
٤ ـ وأساساً فإنّ إفشاء السِّر وبشكل عام نشر الأخبار الخفيّة والجديدة وأحياناً العجيبة والغريبة تجد في قلوب الناس جاذبية خاصة تقودهم إلى الرغبة الشديدة في الإستماع والإصغاء لهذه الأخبار ،. هذا المعنى قد يتسبب إلى أن يرغب بعض الناس لإفشاء أسرار الآخرين ليلفتوا إليهم نظر المستمعين.
٥ ـ ومن العوامل المهمّة الاخرى لإفشاء الأسرار هو الأخطاء والاشتباهات وعدم الالتفات إلى كون هذا الأمر من الأسرار ، ولهذا السبب فقد يصدر من بعض الناس المنضبطين في مسألة حفظ السر بعض الاشتباهات والزلل في هذا الأمر حتى قيل : «كُلُّ سِرٍّ جاوزَ الإثنِينَ شاعَ».
ونقرأ في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال لأحد أصحابه ويدعى عمّار حيث سأله الإمام الصادق عليهالسلام : «هَل أَخبَرتَ بِما أَخبِرتُكَ بِهِ أَحَداً؟ قَلتُ : لا إلّا سُلَيمَانِ بنِ خالِدَ ، قالَ : أَحسَنتَ أَما سَمِعتَ قَولَ الشَّاعِر :
فَلا يَعدُوَنْ سِرِّي وَسِرِّكَ ثالثاً |
|
أَلا كُلُّ سِرٍّ جاوَزَ الإِثنِينِ شايعُ |
والسبب في ذلك واضح لأنّه إذا كان البناء على أن يقوم كل شخص بأخبار أحد أصدقائه الموثوقين بأسرارهم ، ويقوم الشخص الثاني بمثل العمل ، وهكذا الثالث والرابع فلا تطول المدّة حتّى ينتشر السِّر في المجتمع كلّه.
أمّا العلاج :
فقد رأينا في الأبحاث السابقة أنّه إذا كان موضوع إفشاء الأسرار يتعلّق بخصوصيات الأشخاص الآخرين فيترتب على ذلك الآثار السلبية الكثيرة من قبيل سقوط شخصيته ومنزلته الاجتماعية ، وزوال ثقة الناس واعتمادهم عليه قد يصل الأمر إلى سقوط شخصيته
__________________
١ ـ غرر الحكم.