النزول عند رغبتهم ، أو على الأقل تنفيذ إحدى المعجزات ، ولكنهم طالما شاهدوا المعجزات من الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله لم يذعنوا للحق ، اضافة إلى أنّهم بطلبهم هذا اعترفوا إنّهم لن يؤمنوا لرقيّ الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله في السماء أمام أعينهم حتى ينزل عليهم كتاباً من السماء ليقرؤوه ، ولو نزل الرسول صلىاللهعليهوآله عند رغبتهم وآتاهم بالمعجزة هذه لما آمنوا ، لأنّ سابقة عنادهم ومواقفهم السلبية من الدعوة هي أفضل دليل ، فعند ما كانوا يشاهدون المعاجز الباهرة ، يقولون هذا من السحر وإنّ الرجل لساحر ، وهكذا يجهضون أي أثر للمعجزات في وعيهم بتعاملهم معها بلغة الاتهام الذي ينطلق من موقع العناد.
فتبيّن من مجموع الآيات الآنفة الذكر أنّ مسألة اللّجاج والعناد على مرّ العصور وتاريخ البشر كانت ولا تزال من أهم الموانع في طريق الحق ، حيث كان وجود هذه الحالة النفسية السلبية يمثل مشكلة عويصة تمتد في أعماق نفوس المشركين في الأقوام السابقة ، وعليه فلو تحرك الإنسان في عملية الوصول إلى الحق والحقيقة فعليه أن يزيل هذه الصفة الذميمة من محتواه الداخلي ويتخلص منها.
اللجاج والمماراة في الروايات الإسلامية :
أشرنا فيما تقدم إلى الأبحاث المتعلقة بالتعصب واللجاج ، وأوضحنا ما يترتب على هذه الحالة الأخلاقية من خلال الآيات الكريمة ، من العواقب الوخيمة الناشئة من التعصب والتقليد الأعمى ، أمّا في هذا البحث فسنتكلم عن المماراة واللجاج في دائرة الجدل ، أو بتعبير آخر التمسك بمسألة خاطئة لا للتعصب القومي الاعمى ، ولكن بسبب تجذّر العناد الطفولي في النفس والذي قد نشاهده في بعض الأفراد ، فلا يسلّمون للحق بل يريدون التهرب منه.
وكما رأينا في الآيات السابقة فان هذهِ الرذيلة الأخلاقية أحرقت فرص السعادة والحياة الكريمة لكثير من الأقوام. فوقعوا في مستنقع البؤس والرذيلة ، ونرى في الأحاديث