فلما سمع الرجل أسلم وحسن اسلامه وقاتل مع رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى استشهد (١).
٨ ـ وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام ضمن توبيخه لأهل العراق الذين تخرج نساؤهم من منازلهم بدون اهتمام بالحجاب ويختلطن مع الرجال فقال : «لَعَنَ اللهُ مَنْ لا يغارُ» (٢).
تعريف أقسام الغيرة :
كما أشرنا آنفاً أنّ الغيرة هي صفة أخلاقية تدفع الإنسان في طريق الدفاع المستميت عن الدين والمذهب والعرض والبلد ، وأساساً فإنّ كل حالة من الدفاع الشديد عن القيم الإنسانية فهي تتضمّن نوع من الغيرة ، ورغم أنّ هذه المفردة تستعمل غالباً في دائرة الغيرة على العرض والناموس ولكنّ مفهومها واسع يستوعب مصاديق أكثر.
وبالطبع فإنّ هذه الصفة الأخلاقية حالها حال الصفات الاخرى من حيث أنّها قد يسلك بها الإنسان سبيل الافراط والتفريط وبذلك تتبدّل إلى خلق ذميم ، وذلك في صورة ما إذا كان الدفاع المذكور يتّخذ صبغة التعصّب الذميم والوسواس والدفاع غير المنطقي وغير العقلائي.
فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «مِنَ الغِيرةِ ما يُحِبُّ اللهُ وَمِنها ما يَكرَهُ اللهُ فَأَمّا ما يُحِبُّ فَالغِيرَةُ فِي الرِّيبَةِ وَأَمّا ما يَكرَهُ فَالغَيرَةِ فِي غَيرِ الرِّيبَةِ» (٣).
يعني أنّ الإنسان يتّهم زوجته مثلاً بعدم العفّة على أساس من الظن والاحتمال وتعتمل في صدره عناصر الوسواس والشك تجاه زوجته البريئة ، فمثل هذه الحالة السلبية تكون خطرة على سلامة الإنسان والاسرة وتؤدّي إلى تشجيع الأشخاص الأبرياء إلى الوقوع في وحل الخطيئة وتقودهم إلى مستنقع الرذيلة.
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في أحد كتبه إلى إبنه الإمام
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ١٠٩ ، الباب ٧٧ ، ح ١٠.
٢ ـ بحار الانوار ، ج ٧٦ ، ص ١١٥ ، ح ٧.
٣ ـ كنز العمال ، ج ٣ ، ص ٣٨٥ ، ح ٧٠٦٧.