الإنسان أن يزيدها عند الشكر أيضاً.
٣ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال :
«ثَلاثٌ لا يَضُرُّ مَعَهُنَّ شَيءٌ ، الدُّعاءُ عِندَ الكَربِ ، والاستِغفارُ عِندَ الذَّنْبِ ، والشُّكْرُ عِندَ النِّعمَةِ» (١).
وأهمية الدعاء والاستغفار في الثقافة الإسلامية معلومة ، ومع ما تقدم من الروايات أعلاه تتبيّن أهمية الشكر للإنسان وأنّ أمامه ثلاث حالات لا رابع لها ، فإمّا أن يكون قد اصيب بمصيبة ، أو وصلته نعمة ، فهو خائف بسبب الحفاظ عليها ، أو يزلّ ويصدر منه ما يغضب الربّ ، ودواء كل واحد منها ذكر في الروايات ، فالمشاكل تزول بالدعاء والذنوب بالاستغفار ، وتثبيت النعم بالشكر ، وجاء في هذا المجال حديث عن الإمام عليهالسلام : «نِعمَةٌ لا تُشكَرُ كَسَيِّئةٍ لا تُغفَرُ» (٢).
٤ ـ في حديث آخر عنه عليهالسلام أيضاً ، أنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله كان في يوم من الأيّام راكباً ناقته وفجأة نزل وسجد خمس سجدات ، وعند ما قام وركب مركبه ، قلت له : يا رسول الله رأيت منك اليوم أمراً لم أره من قبل ، فقال : «نِعَمٌ إستَقبَلَني جِبرئِيلُ فَبَشَّرنِي بِبشاراتٍ مِنْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَسَجَدتُ للهِ شكُراً لِكُلِّ بُشرى» (٣).
ونستوحي من هذا الحديث أنّ القادة الإلهيين يؤدّون شكر كل نعمة على حدة مهما استطاعوا.
٥ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه أمر بشكر جامع وكامل فقال : «إِذا أَصبَحتَ وَأَمسَيتَ فَقُلْ عَشرَ مَرّات : اللهُمَّ ما أَصبَحتْ بِي مِنْ نِعمَةٍ أو عافِيةٍ مِنْ دِينٍ أو دُنيا فَمِنكَ وَحدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الحَمدُ وَلَكَ الشُّكرُ بِها عَلَيَّ يا ربَّ حَتّى تَرضى وَبَعدَ الرّضا» (٤).
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ٧.
٢ ـ غرر الحكم.
٣ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٩٨ ، ح ٢٤.
٤ ـ المصدر السابق ، ح ٢٨.