السعادة والصلاح بدون إزالة هذه الرذيلة الأخلاقية بين أفراد المجتمع فلذلك نجد أنّ النصوص الدينية قد اهتمت بهذا الأمر إهتماماً بالغاً.
إنّ تسمية الأشخاص الآخرين بأسماء وقحة وألقاب قبيحة في غيابهم يعتبر فرع من فروع الغيبة المحرّمة ، رغم أنّه قد يذكر بعنوان مستقل ، ولذلك ذكرناهما تحت عنوان واحد.
النقطة المقابلة للغيبة حفظ الغيب ، أي أنّ الإنسان يذكر الآخرين من موقع المدح والثناء ويدافع عنهم في حال تعرضهم للغيبة لحفظ كرامتهم وسمعتهم بما ستأتي الإشارة إليه ، وهذه احدى الفضائل الأخلاقية المهمّة وتتضمّن بركات كثيرة على مستوى الفرد والمجتمع.
على أية حال ونظراً لأهمية الموضوع ، فقد تطرق القرآن الكريم في مواضع عديدة إلى هذه المسألة وأصدر أحكاماً مشددة عليها :
١ ـ (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)(١).
٢ ـ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)(٢).
٣ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ)(٣).
٤ ـ (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً)(٤).
تفسير واستنتاج :
تنطلق «الآية الاولى» لتتحدث بصراحة عن ثلاث أشياء نهى القرآن الكريم عنها ، الأول : سوء الظن ، ثم التجسس ، ثم الغيبة ، ومعلوم أنّ سوء الظن يقود الإنسان إلى التجسس على أحوال الآخرين وكشف أسرارهم ، وبما أنّ كل إنسان لا يخلو من نواقص ونقاط
__________________
١ ـ سورة الحجرات ، الآية ١٢.
٢ ـ سورة الهُمزة ، الآية ١.
٣ ـ سورة النور ، الآية ١٩.
٤ ـ سورة النساء ، الآية ١٤٨.