المسلك وتبريره بتلك الذريعة الشيطانية ، بل يجب على الإنسان أن يجعل الصلحاء والأولياء اسوة له في دائرة السلوك والتكامل المعنوي والأخلاقي.
بقي من موضوع الغيبة عدّة امور مهمّة لا بدّ من التعرّض لها :
١ ـ استماع الغيبة
كما أنّ التحدّث بالغيبة من الذنوب الكبيرة فكذلك المشاركة في مجلس الغيبة والاستماع للمغتاب في تعرضّه للمؤمنين والوقيعة بالآخرين أيضاً من الذنوب الكبيرة ، لأنّ جميع المفاسد المترتبة على الغيبة تتعلق بطرفين ، المغتاب والمستمع للغيبة ، فلو أنّ الشخص لم يجد في نفسه استعداداً لسماع الغيبة فمضافاً إلى أنّه قد تقدّم خطوة في طريق النهي عن المنكر ، فكذلك لا يمكن للغيبة أن تتحقّق في الواقع ، فلا يجد المغتاب من يستمع له ليكشف عن عيوب الناس ولا يتمكن من تسقيط شخصية الآخرين ولا هتك حرماتهم ولا يترتب على ذلك المفاسد الاجتماعية الاخرى.
ولهذا السبب نجد الروايات الإسلامية قد شاركت المستمع للغيبة وجعلته أحد المغتابين كما ورد في أحد الروايات عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «المُستَمِعُ أحدُ المُغتَابِينَ» (١).
وورد عن الإمام علي عليهالسلام قوله : «السّامِعُ للغَيبَةِ أَحَدُ المُغتَابِينَ» (٢).
وفي حديث آخر عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه عند ما رأى أحد الأشخاص يرتكب الغيبة في حضور ولده الإمام الحسن عليهالسلام فقال له : «يا بُنَي نَزِّهِ سَمعَكَ عَنْ مَثلِ هذا فَإنَّهُ نَظَرَ إلى أَخبَثِ ما فِي وِعائِهِ فَأَفرَغَهُ فِي وِعائِكَ» (٣).
وكذلك ورد في الروايات الشريفة أنّ المستمع للغيبة يجب أن يتحرك من موقع الدفاع عن أخيه المسلم وذلك من خلال حمل سلوكه على الصحّة.
__________________
١ ـ جامع السعادات ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ ؛ بحار الانوار ، ج ٧٢ ، ص ٢٢٦.
٢ ـ المصدر السابق.
٣ ـ ميزان الحكمة ، ج ٣ ، ص ٢٣٣٩.