التفسير
قال الله ـ تعالى ـ :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (٢) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) (٣)
افتتحت سورة القتال بهذا الذم الشديد للكافرين ، وبهذا الثناء العظيم على المؤمنين.
افتتحت بقوله ـ سبحانه ـ : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ. كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ).
وقوله : (الَّذِينَ كَفَرُوا) .. مبتدأ ، خبره قوله ـ سبحانه ـ (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ).
والمراد بهم كفار قريش ، الذين أعرضوا عن الحق وحرضوا غيرهم على الإعراض عنه.
فقوله : (صَدُّوا) من الصد بمعنى المنع ، والمفعول محذوف.
وقوله : (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) أى : أبطلها وأحبطها وجعلها ضائعة ذاهبة لا أثر لها ولا وجود ، والمراد بهذه الأعمال : ما كانوا يعملونه في الدنيا من عمل حسن ، كإكرام الضيف ، وبر الوالدين ، ومساعدة المحتاج. أى : الذين كفروا بالله ـ تعالى ـ وبكل ما يجب الإيمان به ، ومنعوا غيرهم من اتباع الدين الحق الذي أمر الله ـ تعالى ـ باتباعه (أَضَلَ) ـ