ومنه نرى أن السورة الكريمة تهتم اهتماما واضحا بالحديث عن العقبات التي وضعها المشركون في طريق الدعوة الإسلامية ، وكيف أن الله ـ تعالى ـ قد أعطى نبيه صلىاللهعليهوسلم السلاح الذي يهدم به هذه العقبات كما اهتمت ببيان مظاهر قدرة الله ـ تعالى ـ ونعمه على خلقه ، وببيان جانب من قصص بعض الأنبياء. كإبراهيم وموسى وعيسى ـ عليهمالسلام ـ لتسليته صلىاللهعليهوسلم عما لحقه من أذى المشركين ، كما اهتمت بالمقارنة بين عاقبة الأخيار والأشرار ، وبإقامة البراهين الساطعة على وحدانية الله ـ عزوجل ـ إلى غير ذلك من المقاصد التي لا مجال لتفصيل الحديث عنها في تلك المقدمة ، وإنما سنتحدث عنها بشيء من التوضيح خلال تفسيرنا لآيات السورة الكريمة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
القاهرة : مدينة نصر
مساء الثلاثاء ٨ من صفر سنة ١٤٠٦ ه ١٢ / ١٠ / ١٩٨٥ م
كتبه الراجي عفو ربه
د. محمد سيد طنطاوى