وبالعبادة التامة ، التي لا شرك فيها لأحد معه ـ سبحانه ـ.
قال الآلوسى : وهذه آية سجدة عند أكثر أهل العلم ، وقد سجد النبي صلىاللهعليهوسلم عندها.
أخرج الشيخان ، وأبو داود ، والنسائي عن ابن مسعود قال : «أول سورة أنزلت فيها سجدة : سورة «النجم» فسجد الرسول صلىاللهعليهوسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا».
هذا ، وقد ذكر بعض المفسرين قصة الغرانيق. وملخصها أن الرسول صلىاللهعليهوسلم قرأ سورة النجم ، فلما بلغ قوله ـ تعالى ـ (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ، وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) ألقى الشيطان على لسانه : تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى.
وقد قال الإمام ابن كثير عند حديثه عن هذه القصة : إنها من روايات وطرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندة من وجه صحيح.
وقد ذكرنا عند تفسيرنا لقوله ـ تعالى ـ : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ، فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ، ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ ، وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). ذكرنا ما يدل على بطلان هذه القصة من جهة النقل ومن جهة العقل .. (١).
وبعد. فهذا تفسير لسورة «النجم» نسأل الله ـ تعالى ـ أن يجعله خالصا لوجهه ، ونافعا لعباده.
وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم ...
قطر ـ الدوحة
صباح السبت ٢٧ جمادى الآخرة ١٤٠٦ ه
٨ / ٣ / ١٩٨٦
كتبه الراجي عفو ربه
د. محمد سيد طنطاوى
__________________
(١) راجع تفسيرنا لسورة الحج ص ٣٢٥ ، ٣٢٦.