بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدّمة
١ ـ سورة القمر : هي السورة الرابعة والخمسون في ترتيب المصحف ، أما ترتيبها في النزول فكان بعد سورة الطارق ، وقبل سورة «ص».
ويبلغ عدد السور التي نزلت قبلها ، سبعا وثلاثين سورة.
ويغلب على الظن أن نزولها كان في السنوات الأولى من بعثته صلىاللهعليهوسلم قال بعض العلماء : وكان نزولها في حدود سنة خمس قبل الهجرة. ففي الصحيح أن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت : أنزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة ، وإنى لجارية ألعب ، قوله ـ تعالى ـ : (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) (١).
٢ ـ وتسمى هذه السورة بسورة القمر ، وبسورة اقتربت الساعة ، وتسمى بسورة اقتربت ، حكاية لأول كلمة افتتحت بها.
روى الإمام مسلم وأهل السنن عن أبى واقد الليثي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ في العيد بسورتى «ق» و «اقتربت الساعة».
وعدد آياتها : خمس وخمسون آية وهي من السور المكية الخالصة ـ على الرأى الصحيح ـ ، وقيل : هي مكية إلا ثلاث آيات منها ، وهي قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ. سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) فإنها نزلت يوم بدر ، وهذا القيل لا دليل له يعتمد عليه.
ويرده ما أخرجه ابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال : أنزل الله ـ تعالى ـ على نبيه صلىاللهعليهوسلم بمكة قبل يوم بدر : سيهزم الجمع ويولون الدبر ، وقال عمر بن الخطاب : قلت : يا رسول الله أى جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر ، وانهزمت قريش ، نظرت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في آثارهم مصلتا بالسيف ، وهو يقول : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) فكانت ليوم بدر.
__________________
(١) تفسير التحرير والتنوير ج ٢٧ ص ١٦٦ للشيخ محمد الطاهر بن عاشور.