يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ)(٢٤)
والفاء في قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ ..) للتفريع ، أى : لتفريع ما بعدها على ما قبلها ، وهو الحديث عن أهوال يوم القيامة.
والصور : هو البوق الذي ينفخ فيه إسرافيل بأمر الله ـ تعالى ـ.
قال الآلوسى : قوله : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) شروع في بيان نفس الحاقة ، وكيفية وقوعها ، إثر بيان عظم شأنها ، بإهلاك مكذبيها.
والمراد بالنفخة الواحدة : النفخة الأولى ، التي عندها يكون خراب العالم. وقيل هي النفخة الثانية. والأول أولى ، لأنه هو المناسب لما بعده (١).
وجواب الشرط قوله : (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ). أو قوله : (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ).
أى : فإذا نفخ إسرافيل في الصور بأمرنا. وقعت الواقعة التي لا مفر من وقوعها ، لكي يحاسب الناس على أعمالهم.
ووصفت النفخة بأنها واحدة ، للتأكيد على أنها نفخة واحدة وليست أكثر ، وللتنبيه على أن هذه النفخة ـ مع أنها واحدة ـ تتأثر بها السموات والأرض والجبال ، وهذا دليل على وحدانية الله ـ تعالى ـ وقدرته.
وقوله ـ سبحانه ـ : (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) بيان لما ترتب على تلك النفخة الهائلة من آثار.
__________________
(١) تفسير الآلوسى ج ٥٩ ص ٤٣.