رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٢٩) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٣١) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (٣٣) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (٣٤) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)(٣٥)
والمراد بالإنسان في قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ، إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) جنسه لا فرد معين منه ، كما في قوله ـ تعالى ـ : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ..) وكما في قوله ـ سبحانه ـ : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ).
ويدخل فيه الكافر دخولا أوليا ، لأن معظم الصفات التي استثنيت بعد ذلك من صفات المؤمنين الصادقين ، وعلى رأسها قوله ـ سبحانه ـ : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ).
وقوله : (هَلُوعاً) صيغة مبالغة من الهلع ، وهو إفراط النفس ، وخروجها عن التوسط والاعتدال ، عند ما ينزل بها ما يضرها ، أو عند ما تنال ما يسرها.
والمراد بالشر : ما يشمل الفقر والمرض وغيرهما مما يتأذى به الإنسان.
والمراد بالخير : ما يشمل الغنى والصحة وغير ذلك مما يحبه الإنسان ، وتميل إليه نفسه.
والجزوع : هو الكثير الجزع. أى : الخوف. والمنوع : هو الكثير المنع لنعم الله ـ تعالى ـ وعدم إعطاء شيء منها للمحتاجين إليها.
قال الآلوسى ما ملخصه : قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) الهلع : سرعة الجزع عند مس المكروه ، وسرعة المنع عند مس الخير ، من قولهم : ناقة هلوع ، أى : سريعة السير.
وسئل ابن عباس عن الهلوع فقال : هو كما قال الله ـ تعالى ـ : (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً).
ولا تفسير أبين من تفسيره ـ سبحانه ـ.