ب ـ التعريف بالكتاب
١ ـ الكتاب هو «فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير».
٢ ـ معنى فني الرواية والدراية عند المفسرين :
التفسير بالرواية : هو التفسير بالمأثور ، وهو ما جاء في القرآن ، أو السنة ، أو كلام الصحابة ؛ بيانا لمراد الله تعالى من كتابه.
والتفسير بالدراية : هو التفسير بالرأي والاجتهاد ، ويكون جائزا وموفقا ومحمودا إذا استند إلى أربعة أمور :
أ ـ النقل عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ب ـ الأخذ بقول الصحابي.
ج ـ الأخذ بمطلق اللغة.
د ـ الأخذ بما يقتضيه الكلام ، ويدل عليه قانون الشرع.
وهذا يكشف لنا بسهولة ويسر منهج الشوكاني رحمهالله تعالى في تفسيره ، وكيف جاءت تسميته نتيجة حتمية لخطته وطريقته ، وهذا واضح في المقدمة ، حيث قسّم المفسرين الذين سبقوه في التأليف إلى فريقين : فريق اقتصروا على الرواية. وفريق اعتمدوا على مقتضيات اللغة وما تفيده العلوم الآلية ، ولم يرفعوا للرواية رأسا البتة. وقال : لا بد من الجمع بين الأمرين ، وعدم الاقتصار على أحد الفريقين.
٣ ـ مميزات فتح القدير :
١ ـ الشخصية العلمية الفذة للمؤلف ؛ فقد توافرت للشوكاني أنواع العلوم التي اشترطها العلماء في المفسر لكتاب الله تعالى ، لتحقيق أعلى مراتب التفسير ، وهي اللغة والنحو والصرف ، وعلوم البلاغة ، وعلم أصول الفقه ، وعلم التوحيد ، ومعرفة أسباب النزول ، والقصص ، والناسخ والمنسوخ ، والأحاديث المبينة للمجمل والمبهم ، وعلم الموهبة الشرعية ، وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم ، ولا يناله من في قلبه بدعة ، أو كبر ، أو حبّ دنيا ، أو ميل إلى المعاصي ، قال الله تعالى : (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) [الأعراف : ١٤٦].
وقد سبق في التعريف بالشوكاني رحمهالله أنه جمع هذه العلوم وزاد عليها ، حتى وصل مرتبة الاجتهاد.
٢ ـ الجمع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، وقد ذكر السيد محمد صديق حسن خان في كتابه «أبجد العلوم» أن هذا الجمع بين الرواية والدراية سبقه إليه العلّامة محمد بن يحيى بن بهران ، وقال :