أيضا : بدلا من الضمير الذي في آثم الراجع إلى من ، وقرئ «قلبه» بالنصب كما في قوله : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) (١).
وقد أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي عن ابن عباس في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ) قال : نزلت في السّلم في كيل معلوم إلى أجل معلوم. وأخرج الشافعي ، وعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، وغيرهم عنه قال : أشهد : أن السلف المضمون إلى أجل مسمى أن الله أحلّه ، وقرأ هذه الآية. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في الآية. قال : أمر بالشهادة عند المداينة لكيلا يدخل في ذلك جحود ولا نسيان ، فمن لم يشهد على ذلك فقد عصى (وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ) يعني : من احتيج إليه من المسلمين ليشهد على شهادة ، أو كانت عنده شهادة ، فلا يحلّ له أن يأبى إذا ما دعي ، ثم قال بعد هذا : (وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ) والضرار : أن يقول الرجل للرجل وهو عنه غنيّ إن الله قد أمرك أن لا تأبى إذا دعيت ، فيضاره بذلك وهو مكتف بغيره ، فنهاه الله عن ذلك. وقال : (وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ) يعني : معصية. قال : ومن الكبائر كتمان الشهادة ، لأن الله تعالى يقول : (وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ). وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في قوله : (وَلا يَأْبَ كاتِبٌ) قال : واجب على الكاتب أن يكتب. وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : كانت الكتابة عزيمة فنسخها (وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ). وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن مجاهد. قال : (فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً) قال : هو الجاهل (أَوْ ضَعِيفاً) قال : هو الأحمق. وأخرج ابن جرير عن الضحاك والسدي في قوله : (سَفِيهاً) قالا : هو الصبيّ الصغير. وأخرج ابن جرير من طريق عطية العوفي عن ابن عباس : (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ) قال : صاحب الدين. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن الحسن قال : ولي اليتيم. وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : وليّ السفيه أو الضعيف. وأخرج سعيد ابن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، والبيهقي عن مجاهد في قوله : (مِنْ رِجالِكُمْ) قال : من الأحرار. وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله : (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ) قال : عدول. وأخرج الشافعي ، والبيهقي عن مجاهد قال : عدلان حران مسلمان. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير في قوله : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما) يقول : أن تنسى إحدى المرأتين الشهادة (فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) يعني : تذكرها التي حبطت شهادتها. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ) قال : إذا كانت عندهم شهادة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع قال : كان الرجل يطوف في القوم الكثير يدعوهم يشهدون فلا يتبعه أحد منهم ، فأنزل الله : (وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ). وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة نحوه. وأخرج ابن المنذر عن عائشة في قوله : (أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) قالت : أعدل. وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله : (وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ) قال : يأتي الرجل الرجلين فيدعوهما إلى الكتابة والشهادة فيقولان إنا على حاجة ، فيقول إنكما قد أمرتما أن تحبيبا ، فليس له أن يضارّهما. وأخرج ابن جرير عن طاوس (لا يُضَارَّ كاتِبٌ) ، فيكتب ما
__________________
(١). البقرة : ١٣٠.