ابن منصور ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن حكيم بن جابر قال : لما نزلت (آمَنَ الرَّسُولُ) الآية ، قال جبريل للنبي صلىاللهعليهوسلم : إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه ، فقال : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) حتى ختم السورة. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) قال : هم المؤمنون وسع الله عليهم أمر دينهم فقال : (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (١). وقال : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (٢). وقال : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (٣). وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) قال : من العمل. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : (إِلَّا وُسْعَها) قال : إلا طاقتها. وأخرج ابن المنذر عن الضحاك نحوه. وقد أخرج ابن ماجة ، وابن المنذر ، وابن حبان في صحيحه ، والطبراني ، والدارقطني ، والحاكم ، والبيهقي في سننه عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» وأخرجه ابن ماجة من حديث أبي ذرّ مرفوعا ، والطبراني من حديث ثوبان ، ومن حديث ابن عمر ، ومن حديث عقبة بن عامر ، وأخرجه البيهقي أيضا من حديثه. وأخرجه ابن عديّ في الكامل ، وأبو نعيم من حديث أبي بكرة ، وأخرجه ابن أبي حاتم من حديث أمّ الدرداء. وأخرجه سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد من حديث الحسن مرسلا ، وأخرجه عبد بن حميد من حديث الشعبي مرسلا. وفي أسانيد هذه الأحاديث مقال ولكنها يقوّي بعضها بعضا فلا تقصر عن رتبة الحسن لغيره. وقد تقدّم حديث : «إنّ الله قال قد فعلت» وهو في الصحيح وهو يشهد لهذه الأحاديث. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (إِصْراً) قال : عهدا. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله. وأخرج ابن جرير عن ابن جريج مثله. وأخرج أيضا عن عطاء بن أبي رباح في قوله : (وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً) قال : لا تمسخنا قردة وخنازير. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية أن الإصر : الذنب الذي ليس فيه توبة ولا كفارة. وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل في الآية قال : كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب قيل له توبتك أن تقتل نفسك فيقتل نفسه ، فوضعت الآصار عن هذه الأمة. وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : لما نزلت هذه الآيات : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا) إلخ ، كما قالها جبريل للنبي صلىاللهعليهوسلم قال النبيّ آمين رب العالمين. وأخرج أبو عبيد عن ميسرة أن جبريل لقن النبي صلىاللهعليهوسلم خاتمة البقرة آمين. وأخرج أبو عبيد ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر عن معاذ بن جبل أنه كان إذا فرغ من قراءة هذه السورة قال : آمين. وأخرج أبو عبيد عن جبير بن نفير أنه كان يقول : آمين آمين. وأخرج عبد بن حميد عن أبي ذرّ قال : هي للنبي صلىاللهعليهوسلم خاصة. وأخرج ابن جرير عن الضحاك في هذه الآية قال : سألها نبيّ الله ربه فأعطاه إياها ، فكانت للنبيّ صلىاللهعليهوسلم خاصة. وقد ثبت عند الشيخين ، وأهل السنن ، وغيرهم عن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه». وأخرج أبو عبيد ، والدارمي ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، والبيهقي عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الله كتب كتابا قبل أن يخلق السّموات والأرض بألفي عام ، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، ولا
__________________
(١). الحج : ٧٨.
(٢). البقرة : ١٨٥.
(٣). التغابن : ١٦.