يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». وأخرج أحمد ، والنسائي ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن حذيفة أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبيّ قبلي». وأخرج أحمد ، والبيهقي عن أبي ذرّ مرفوعا نحوه. وأخرج أبو عبيد ، وأحمد ، ومحمد بن نصر عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «اقرءوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة (آمَنَ الرَّسُولُ) إلى خاتمتها ، فإنّ الله اصطفى بها محمّدا» وإسناده حسن. وأخرج مسلم عن ابن مسعود قال : لما أسري برسول الله صلىاللهعليهوسلم انتهى إلى سدرة المنتهى وأعطي ثلاثا : أعطي الصلوات الخمس ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات (١). وأخرج الحاكم ، وصححه ، والبيهقي في الشعب عن أبي ذرّ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش ، فتعلموهما وعلّموهما نساءكم وأبناءكم فإنّهما صلاة وقرآن ودعاء». وأخرج الديلمي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اثنان هما قرآن وهما يشفيان ، وهما ممّا يحبّهما الله الآيتان من آخر البقرة». وأخرج الطبراني بسند جيد عن شدّاد بن أوس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام ، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». وأخرج ابن عدي عن ابن مسعود الأنصاري أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أنزل الله آيتين من كنوز الجنة ، كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة ، من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام اللّيل». وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قرأ آخر سورة البقرة ، أو آية الكرسي ، ضحك وقال : إنهما من كنز تحت العرش. وأخرج ابن مردويه عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أعطيت فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش». وأخرج مسلم ، والنسائي واللفظ له عن ابن عباس قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم «وعنده جبريل إذ سمع نقيضا فرفع جبريل بصره فقال : هذا باب قد فتح من السّماء ما فتح قط ، قال : فنزل منه ملك فأتى النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبيّ قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته». فهذه ثلاثة عشر حديثا في فضل هاتين الآيتين مرفوعة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم. وقد روي في فضلهما من غير المرفوع عن عمر ، وعليّ ، وابن مسعود ، وأبي مسعود وكعب الأحبار والحسن وأبي قلابة ، وفي قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم ما يغني عن غيره.
* * *
__________________
(١). «المقحمات» : الذنوب العظام الكبائر التي تورد أصحابها النار.