( مسألة ١٢ ) : لا بد في التمييز أن يكون بعضها بصفة الاستحاضة ، وبعضها بصفة الحيض ، فاذا كانت مختلفة في صفات الحيض فلا تمييز بالشدة والضعف أو غيرهما [١] ، كما إذا كان في أحدهما وصفان وفي الآخر وصف واحد [٢] ، بل مثل هذا فاقد التمييز. ولا يعتبر اجتماع صفات الحيض بل تكفي واحدة منها [٣].
______________________________________________________
وظيفتي الحائض والمستحاضة. وحيث أنها تحتمل أن وظيفتها الرجوع الى عدد الروايات ـ لاحتمال عدم حجية التمييز ـ يتعين عليها نية التحيض بالعدد احتياطا.
[١] لما تقدم في المسألة الثامنة.
[٢] فان واجد الوصفين وإن لم يكن أشد من الواجد للواحد ، لكنه أشبه بدم الحيض من الثاني ، إلا أنك عرفت أنه لا دليل على التمييز بمثل ذلك.
[٣] لظهور الأدلة في طريقيه كل صفة في نفسها بلا اعتبار الاجتماع كما يشهد به اختلاف النصوص في التعريف بالصفات. وحينئذ فإذا كان بعض الدم واجداً لصفة والآخر فاقداً للجميع كانت الصفة طريقاً إلى حيضية الواجد. وفقدان الجميع طريقاً الى استحاضية الباقي. نعم قد يشكل بأن الواجد لصفة ، الفاقد لغيرها ، إذا كانت الصفة طريقاً الى حيضيته كان فقدانه للباقي طريقاً إلى كونه استحاضة. اللهم إلا أن يدعى ـ كما أشرنا إليه سابقاً ـ : أن طريقية الفقدان إلى الاستحاضة مترتبة على عدم طريقية الوجدان الى الحيض ، فاذا كان في الدم صفة دالة على حيضيته لا يكون فقدان غيرها طريقاً إلى استحاضيته ، فطريق الاستحاضة فقدان الجميع ، وطريق الحيض وجدان واحدة.