وتعالى قد يعجل بعض هذا الأجر فى الدنيا ، (وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) [الصف : ١٣].
وهو ما فعله للمسلمين أيام نبيهم وعقب أن غادرهم ليلحق بالرفيق الأعلى ، حيث فتحوا الدنيا التى كانت معروفة فى ذلك الزمان ، وعند ما يعود المسلمون إلى سابق إيمانهم ، فسوف يعودون لما كانوا عليه إن شاء الله.
رسالة إلى الرئيس الأمريكى كارتر :
ويبدو أن الأستاذ أحمد حسين أدرك خطأه حين سوى بين الإسلام وبين اليهودية والنصرانية الموجودتين الآن قبل أن أبعث إليه خطابى ، فقد وجه رسالة إلى الرئيس الأمريكى كارتر ، نشرها فى مجلة «الدعوة» العدد الرابع والعشرين ، غرة جمادى الثانية سنة ١٣٩٨ ه ، مايو سنة ١٩٧٨ م ، يدعوه فيها إلى الإسلام ، ويقول له صراحة : أسلم تسلم ، وإلا وقع عليك إثم الأمريكان جميعا ، واتهم المسيحية بالشرك والوثنية ، وذهب إلى أن الخطيئة والفداء أسطورة كنسية ، وقال : إذا كان موضوع المسيح هو هذه القصة ، قصة الفداء والكفارة ، فلما ذا لم يصرح بها المسيح مرة واحدة لا عن قرب أو بعد ، وترك الأمر للكنيسة لتصوغه بعد أربعة قرون ، لتفرضه على الناس بقوة الحديد والنار ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
ثم يتهم الأستاذ أحمد حسين النصارى فى عقولهم حين يقبلون عقيدة انتشار الخطيئة فى آدم وذريته ، ويقول :
ولم يقف مسيحى واحد ليسأل نفسه ، وما هو ذنب البشر منذ أيام آدم حتى مجىء المسيح ، وهم مئات وألوف الملايين ، حتى يحملوا خطيئة آدم مهما كانوا محسنين؟! ولم يسأل مسيحى واحد نفسه : وما ذا كان الشأن بالنسبة للأنبياء والرسل قبل المسيح؟! ما هو الشأن بالنسبة لإبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وموسى ، وكل الأنبياء الذين سبقوا السيد المسيح ، أكل هؤلاء كانوا يعيشون فى الخطيئة باعتبارهم سابقين على عملية الكفارة؟!
ويواصل الأستاذ أحمد حسين ، رحمهالله تعالى ، بيانه للوثنية التى تسربت إلى العقيدة النصرانية ، فيقول :
وقد فزعت المسيحية للكنيسة من القول بتعدد الآلهة ، فاخترعت لذلك تعبير الأقانيم