الفصل الثانى
الأمثال فى القرآن الكريم (١)
قال الله تعالى ، وهو أصدق القائلين : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر : ١٧].
وقال أيضا فى محكم قرآنه : (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [الزمر : ٢٧].
وقال تعالى : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) [العنكبوت : ٤٣].
فى ضوء هذه الآيات البينات ، وما ترسله من هدايات ، سيكون الحديث والفهم لما تهدف إليه ، وما تثيره فى النفس الإنسانية المسلمة من يقظات روحية ، وإشراقات وجدانية ، وما تغرسه فى العقل من هداية وتوجيه ، وما توحى به من تعاليم هادية لخيرى الدنيا والآخرة.
لقد كان من فضل الله على عباده المؤمنين ، أن عصم رسوله الأمين محمد بن عبد الله من كيد الكائدين ، وتدبير المنافقين ، وأذى المشركين فى كل المحاولات التى صنعوها ، والمؤمرات التى حاكوها ، والمعارك التى خاضوها ؛ إطفاء لنور الله ، وصدا للناس عن الهداية إلى دين الحق ، كانت يد الله هى العليا ، فحفظ رسوله ، وشد أزره ، ونصره على أعدائه ، أعداء الحق ، وحفظ رسالته ، وصان وحيه وقرآنه من عبث العابثين ، وتدبير الخائنين ، فلم يلحقه تغيير أو تبديل كما لحق الكتب السماوية الأخرى ، حفظ الله قرآنه من الضياع ، والتحريف ، والتشكيك ، والافتراءات ، بذلك الوعد القرآنى الذى نردده فى كل حين : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [الحجر : ٩] ، ولن يخلف الله وعده ، فهو مصون بقدرته القاهرة ؛ لأنه :
١ ـ كلام الله سبحانه وتعالى ، وهو القادر وحده على حفظه.
__________________
(١) د / محمد سيد شقير.