فيا متبع الرسول الأعظم ، إياك ثم إياك وما ابتدع ، فإنه ضلالة ، واعلم أنه لا يجوز لك أن تقرأ دعاء البسملة ، ولا ورد الجلالة ودعاءها للجيلانى ؛ لأنه يصدك عن القرآن ، ولا يجوز لك أن تقرأ مسبعات ، ولا منظومة الدردير ، ولا ورد السحر ، والميمية ، والمنهجة الكبرى ، بل اقرأ بدل هذا أحزابا من القرآن تنفعك قراءتها يوم لقاء ربك ، ولا سيما قراءة التدبر والتفقه.
أيها العاقل ، هل حزب البر ، والبحر ، والنصر ، وحزب الرفاعى الكبير والصغير ، وحزب الدسوقى الكبير والصغير أيضا ، وحزب النووى والبيومى ، وحزب الوقاية المسمى بالدور الأعلى ، بل وجميع مجموع الأوراد ، خير أو حزب واحد ، أو سورة واحدة من القرآن العظيم؟! لا بل آية واحدة ، بل حرف واحد من كتاب الله ، لا شك أنك تعترف أنه أعظم وأجل ألف مرة ، بل لا مناسبة بالكلية ، وأنت تشهد وتقر معى بذلك ، ولا أظنك تنكره ، إن جميع ما فى مجموع الأذكار الطيبة للطرق السبعة ، وجميع ما فى كتاب مجموع أوراد الخلوتية والمرغنية ، وأوراد الخليلية ، وحرز الجوشنى ، وحرز الغاسلة ، والجلجلوتية ، والبرهتية ، لا شك أنه من عند غير الله ، ولا شك أنه شرع لم يشرعه الله ولا رسوله ، فصار بدعة ، وكل بدعة ضلالة.
ولعلك تقول : إن هذه الأحزاب والأوراد لا تخلو من آيات قرآنية فيها ، فنقول لك : القرآن كاللبن النقى الخالص ، وأحزابكم وأورادكم كاللبن المخلوط بالدم ، أو كاللبن الاصطناعى ، فأيهما ترتضيه لنفسك؟ الأول لا شك ، بل ما فى القرآن من الموعظة ، والشفاء ، والرحمة ، والتذكير ، والهداية ، والعبرة ، والأمر ، والنهى ، والترغيب ، والترهيب ، وذكر عظمة الله وكبريائه ، وتعريفك برسول الله ، ورسوله ، وقصص الأنبياء وأتباعهم ، وما فعل الله بالطاغين والعاصين ، وما أعده لأهل طاعته من النعيم المقيم ، وغير ذلك مما لا يمكننا عده ، ولا حصر بعضه ، وليس يوجد من ذلك حرف واحد فى أورادكم ولا أحزابكم ، فما هى إلا عبادات مخترعات.
وشىء آخر هو أنك لا تقرأ بحرف واحد من كتاب الله إلا أوتيت أجره ، كما فى الحديث الصحيح : «من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول : الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ، والله يضاعف لمن يشاء» ، فما هو ثواب من قرأ حزب الجيلانى كله من أوله إلى آخره ألف مرة ، وما ثواب من يقرأ حزب الكبرى ، بل وما ثواب من يقرأ جميع مجاميع الأوراد كلها حرفا حرفا؟ لا يمكنكم أصلا أن تقدروا لقارئها ثوابا كثواب قراءة أصغر سورة فى القرآن ، بل ولا آية ،