القرآن الكريم ، والذكر الحكيم ، فسلط الله عليهم الشياطين ، يدعونهم إلى الشر ، ويأمرونهم بالمنكر ، وينهونهم عن المعروف ، ويجرونهم إلى السينمات ، وحفلات الرقص والغناء ، ويصدونهم عن الجمعة والجماعات ، وسماع القرآن والخطب ، فهم يجاهدون فى سبيل الشيطان بأموالهم وأنفسهم معرضون عن الحق ، وقد قال تعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [الزخرف : ٣٦] ، فيا أغنياء المسلمين (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) [الحديد : ١٦].
الطائفة الثالثة : القراء الذين لا يقرءون القرآن إلا لجمع حطام الدنيا ، فيتلونه فى حفلات المآتم والختمات والليالى ، وكثير منهم يتعلمون القراءات لأجل التعيش ، ولأجل أن يرغبوا فيه أكثر من غيره ، ولأجل أن يكتسب هو أكثر منهم ، ولو سألتهم عن معنى كلمة واحدة من كتاب الله لعجزوا ، ومن الناس من لا يحفظون أولادهم القرآن إلا لأجل إعفائهم به من القرعة العسكرية ، ومنهم من يعلمونه أبناءهم وبناتهم العميان لأجل المعيشة والارتزاق ، وما لهذا أنزل القرآن.
الطائفة الرابعة : المتصوفة ، والسبب فى إعراض هؤلاء الناس عن القرآن إنما هو اشتغالهم بأحزاب مشايخهم ، وأورادهم ، وبالبيارق ، والبازات ، والليالى ، والختمات ، والموالد ، والحضرات ، والمنامات ، والتخمير بسانوريا مانوريا سبايبنيرا ، والواجب على العلماء أن يحاربوا هؤلاء الأقوام.
الطائفة الخامسة : جماعة المتفرنجين والصناع ، وهؤلاء قد شغلوا بقراءة الجرائد السياسية ، والمجلات الفكاهية والهزلية ، وكتب الحكايات والروايات والقصص والأشعار ، كالزير سالم ، وأبو زيد ، والمهلهل ، فتراهم يحفظون الكثير من المسائل الطويلة السياسية ، والحكايات والقصص والفكاهات والشعر وغير ذلك ، ويحفظون قليلا ولا كثيرا من علوم الإسلام ، بل يعدون المقبلين على فهمها والعمل بها مجانين ، أو عقولهم متأخرة ، وهؤلاء كل آية فى القرآن نزلت فيمن يعرضون عن ذكر ربهم تصفعهم هم على نواصيهم ، قال تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ) [الكهف : ٥٧] ، وقد وصف الله المعرضين عما ذكروا به بالحمر ، فقال : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) (١) [المدثر : ٤٩ ، ٥١].
__________________
(١) أى أسد.