وقد استعمل القرآن الكريم المادة بهذا المعنى من الكشف والإبانة في قوله تعالى : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) [الفرقان : ٣٣] قال ابن عباس : يعني بيانا وتفصيلا (١).
التفسير اصطلاحا :
قدم كثير من العلماء تعريفات عدة للتفسير ، وعلى ما بينها من أوجه اختلاف فإنها تنص على أن التفسير : علم يبحث عن مراد الله ، سواء جاء ذلك تلميحا أو تصريحا (٢).
وهذا التعريف شامل لكل ما يتوقف عليه المعنى وفهمه وبيان المراد منه.
ثانيا : التأويل
التأويل لغة :
يدور حول معنيين لا ثالث لهما :
الأول : بمعنى الرجوع والعود والعاقبة.
والثاني : بمعنى تفسير الكلام وتبيين معناه.
وقد أشارت كتب اللغة إلى المعنيين ، ففي اللسان أن التأويل من «الأول : الرجوع ، آل الشيء يئول أولا ومآلا : رجع ... وفي الحديث «من صام الدهر فلا صام ولا آل» (٣) ، أي : لا رجع إلى خير ، وأول الكلام وتأوله : دبره وقدره ، وأوله وتأوله : فسره» (٤).
__________________
(١) ينظر : الزركشي : البرهان ، تحقيق : أبي الفضل إبراهيم (طبعة الحلبي ١٩٥٧ م) (٢ / ١٤٧).
(٢) ينظر مثلا تعريفات : السيوطي : الإتقان في علوم القرآن (طبعة مصطفى الحلبي ، القاهرة) (٢ / ١٧٤) ، وأبي حيان : البحر المحيط ـ مقدمة التفسير (١ / ١٣) ، ود / الذهبي : التفسير والمفسرون (١ / ١٦).
(٣) ذكره بلفظه ابن الأثير في النهاية (١ / ٦٣).
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو
أخرجه البخاري (٤ / ٧٤١) كتاب الصوم باب حق الأهل في الصوم (١٩٧٧) ، ومسلم (٢ / ٨١٤ ـ ٨١٥) كتاب الصيام باب النهي عن صوم الدهر (١٨٦ / ١١٥٩) ، وأحمد (٢ / ١٦٤ ، ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩٥ ، ٢١٢) ، وعبد الرزاق (٧٨٦٣) ، والحميدي (٥٩٠) ، وعبد بن حميد (٣٢١) ، والترمذي (٢ / ١٣٢) كتاب الصوم باب ما جاء في سرد الصوم (٧٧٠) ، وابن ماجه (٣ / ١٩٤) كتاب الصيام باب ما جاء في صيام الدهر (١٧٠٦) ، والنسائي (٤ / ٢٠٦) كتاب الصيام باب ذكر الاختلاف على عطاء في الخبر فيه ، وابن خزيمة (٢١٠٩) ، والخطيب في تاريخه (١ / ٣٠٧) من طريق أبي العباس الشاعر عن عبد الله بن عمرو ... فذكره مطولا وقال في آخره قال النبي صلىاللهعليهوسلم «لا صام من صام الأبد» مرتين.
(٤) ابن منظور : لسان العرب مادة (أول) (١ / ١٧١) ، وينظر : الفيروزآبادي : القاموس المحيط (أول) (٣ / ٣٣١).