وأوقاتها ، وأنواعها ، وبين مناسك الحج وأركانه وسننه ؛ ولذلك كان صلىاللهعليهوسلم يقول : «صلوا كما رأيتموني أصلي» (١) ، وكان عليه الصلاة والسلام يقول ـ أيضا ـ : «خذوا عني مناسككم» (٢).
وروى ابن المبارك عن عمران بن حصين أنه قال لرجل : «إنك رجل أحمق ، أتجد الظهر في كتاب الله أربعا لا يجهر فيها بالقراءة؟ ثم عدد عليه الصلاة والزكاة ، ونحو ذلك ، ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله تعالى مفسرا؟ إن كتاب الله تعالى أبهم هذا ، وإن السنة تفسر هذا» (٣).
الوجه الثاني : تخصيص العام في القرآن ، ومن أمثلته تخصيص آية الزانية والزاني بقوله صلىاللهعليهوسلم وفعله بغير المحصن.
وتخصيص الظلم في قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ)(٤) [الأنعام : ٨٢] بالشرك.
الوجه الثالث : تقييده صلىاللهعليهوسلم مطلقات القرآن ، ومن ذلك تقييده اليد في قوله تعالى : (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) [المائدة : ٣٨] باليمين (٥).
__________________
(١) أخرجه أحمد (٥ / ٥٣) ، والبخاري (٢ / ١١٠) كتاب : الأذان ، باب : من قال ليؤذن في السفر مؤذن واحد ، حديث (٦٣١) ، ومسلم (١ / ٤٦٦) كتاب : المساجد ، باب : من أحق بالإمامة ، حديث (٢٩٣ / ٦٧٤) ، وأبو داود (١ / ٣٩٥ ـ ٣٦) كتاب : الصلاة ، باب : من أحق بالإمامة ، حديث (٥٨٩) ، والترمذي (١ / ٣٩٩) كتاب : الصلاة ، باب : ما جاء في الأذان والسفر ، الحديث (٢٠٥) ، والنسائي (٢ / ٨ ـ ٩) كتاب : الأذان ، باب : أذان المنفردين في السفر ، وابن ماجه (١ / ٣١٣) كتاب : إقامة الصلاة ، باب : من أحق بالإمامة ، الحديث (٩٧٩) ، والدارمي (١ / ٢٨٦) ، والبيهقي (١ / ٣٨٥).
(٢) أخرجه أحمد (٣ / ٣١٨) ، ومسلم (٢ / ٩٤٣) كتاب : الحج ، باب : استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر ، الحديث (٣١٠ / ١٢٩٧) ، وأبو داود (٢ / ٤٩٥) كتاب : المناسك ، باب : في رمي الجمار ، الحديث (١٩٧٠) ، والنسائي (٥ / ٢٧٠) كتاب : المناسك ، باب : الركوب إلى الجمار ، واستظلال المحرم ، وابن ماجه (٢ / ١٠٠٦) كتاب : المناسك ، باب : الوقوف بجمع حديث (٣٠٢٣) ، والترمذي (٣ / ٢٣٤) كتاب : الحج ، باب : ما جاء في الإفاضة من عرفات (٨٨٦) مختصرا.
وابن خزيمة (٤ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، وأبو يعلى (٤ / ١١١) ، رقم (٢١٤٧) وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
(٣) انظر زوائد نعيم بن حماد على كتاب الزهد لابن المبارك (١ / ٢٣) (٩٢).
(٤) سبق تخريجه.
(٥) أخرج الطبري وابن المنذر وأبو الشيخ من طرق عن ابن مسعود أنه قرأ (فاقطعوا أيمانها) كما في الدر المنثور (٢ / ٤٩٦).
وذكر له طريقا آخر قال : في قراءة عبد الله بن مسعود : (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم).