لوارث» (١) يبين أن آية الوصية للوالدين والأقربين منسوخ حكمها وإن بقيت تلاوتها.
الوجه الثامن : دفعه صلىاللهعليهوسلم لبعض إشكالات وردت على القرآن : كدفعه ما استشكل به نصارى نجران على أخوة مريم لهارون ، يعنون أخا موسى ـ عليهالسلام ـ مع أن بينها ـ عليهاالسلام ـ وبينه كذا وكذا ، فقد دفع ذلك ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأن ليس المقصود في الآية (يا أُخْتَ هارُونَ) [مريم : ٢٨] هارون النبي ، بل هو آخر في عهدها سمي باسمه (٢).
الوجه التاسع : بيان التأكيد منه صلىاللهعليهوسلم وذلك أنه يؤكد الحكم الذي جاء به القرآن ويقويه ، وذلك كقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه» (٣) فإنه يوافق قوله سبحانه : (لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) [النساء : ٢٩].
__________________
(١) أخرجه أبو داود (٣ / ٢٩٠) كتاب : الوصايا ، باب : الوصية للوارث ، حديث (٢٨٧٠) ، والترمذى (٤ / ٤٣٣) كتاب : الوصايا ، باب : ولا وصية لوارث ، حديث (٢١٢٠) ، وابن ماجه (٢ / ٩٠٥) كتاب : الوصايا ، باب : لا وصية لوارث ، حديث (٢٧١٣) ، وأحمد (٥ / ٢٦٧) ، والطيالسي (٢ / ١١٧ ـ منحة) رقم (٢٤٠٧) ، وسعيد بن منصور (٤٢٧) ، والدولابي في الكني (١ / ٦٤) ، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (١ / ٢٢٧) ، والبيهقي (٦ / ٢٦٤) كتاب : الوصايا ، باب : نسخ الوصية للوالدين ، كلهم من طريق إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة الباهلي ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في خطبته عام حجة الوداع : «إن الله تبارك وتعالى قد أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوارث».
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن الجارود في المنتقى رقم (٩٤٩) من طريق الوليد بن مسلم قال : ثنا ابن جابر ، ثنا سليم بن عامر ، سمعت أبا أمامة ، فذكر الحديث.
وفي الباب عن جماعة من الصحابة وهم عمرو بن خارجة ، وأنس بن مالك ، وابن عباس ، وجابر ، وعلي ، وعبد الله بن عمرو ، ومعقل بن يسار ، وزيد بن أرقم ، والبراء ، ومجاهد مرسلا
(٢) أخرجه مسلم (٩ / ٢١٣٥) وأحمد (٤ / ٢٥٢) والترمذي (٣١٥٥) وابن حبان (٦٢٥٠) والطبراني في الكبير (٢٠ / ٩٨٦) والبيهقي في الدلائل (٥ / ٣٩٢) وابن جرير (٨ / ٣٣٦) (٢٣٦٩١) ، (٢٣٦٩٢) وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن المغيرة بن شعبة كما في الدر المنثور (٤ / ٤٨٦) ولفظه :
قال : لما قدمت نجران سألوني فقالوا : إنكم تقرءون : يا أخت هارون ، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا فلما قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألته عن ذلك فقال : إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم.
(٣) أخرجه أحمد (٥ / ٧٢ ـ ٧٣) ، والدارمي (٢ / ٢٤٦) كتاب : البيوع ، باب : في الربا الذي كان في الجاهلية ، وأبو يعلى (٣ / ١٣٩) رقم (١٥٧٠) ، والدار قطني (٣ / ٢٦) كتاب : البيوع رقم (٩٢ ، ٩٣) والبيهقي (٦ / ١٠٠) كتاب : الغصب ، باب : من غصب لوحا فأدخله في سفينة أو بني عليه جدارا ، كلهم من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي حرة الرقاشي عن عمه به.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣ / ٢٦٨) وقال : رواه أحمد ، وأبو حرة الرقاشي وثقه أبو داود ـ