ومسلم على عشرين منها وانفرد البخاري بتسعة ، ومسلم بخمسة عشر ، شهد بدرا والمشاهد كلها ، روى عنه أولاده الحسن والحسين ومحمد ، وفاطمة ، وعمر ، وابن عباس ، والأحنف ، وأمم.
قال أبو جعفر : كان شديد الأدمة ربعة إلى القصر ، وهو أول من أسلم من الصبيان جمعا بين الأقوال ، قال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (١) ، وفضائله كثيرة ، استشهد ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت أو خلت من رمضان سنة أربعين ، وهو حينئذ أفضل من على وجه الأرض.
ب ـ دوره في التفسير :
الرواية عن علي بن أبي طالب كثيرة ، وذلك راجع إلى أمور ، أبرزها :
الأول : تأخرت وفاته عن الخلفاء السابقين ، فقد كانت وفاته ـ رضي الله عنه ـ عام ٤٠ من هجرة النبي صلىاللهعليهوسلم.
الثاني : وجد في زمن كثرت فيه حاجة الناس إلى التفسير ؛ وذلك لاتساع رقعة الإسلام ، ودخول الأعاجم فيه حتى كادت تذوب بهم خصائص العروبة ، ونشأ جيل من أبناء الصحابة كان في حاجة إلى علم الصحابة.
الثالث : فهم علي ـ رضي الله عنه ـ العميق للقرآن ، وخصوبة فكره ، وغزارة علمه ، فكان أهلا لأن يحمل عنه ، ويدل على هذا ما روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : شهدت عليّا يخطب وهو يقول : «سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم. وسلوني عن كتاب الله ، فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار؟ أفي سهل أم في جبل؟» (٢).
__________________
(١) أخرج مسلم (٤ / ١٨٧١) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل علي ابن أبي طالب (٣٢ / ٢٤٤) ، والترمذي (٥ / ٢١٠) في التفسير ، باب ومن سورة آل عمران (٢٩٩٩) ، وأحمد (١ / ١٨٥) ، والحاكم (٣ / ١٥٠) ، والبيهقي (٧ / ٦٣) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : لما أنزل الله هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) [آل عمران : ٦١] دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : «اللهم هؤلاء أهلي».
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وينظر تفسير الدر المنثور (٢ / ٦٧ ـ ٧٠).
(٢) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢ / ٤٦٤) ، وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور والحارث بن أبي أسامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب من طرق عن علي بن أبي طالب.