٣ ـ عبد الله بن عباس (ترجمان القرآن)
حبر الأمة ، وفقيه العصر ، وإمام التفسير ، أبو العباس عبد الله ، ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم العباس بن عبد المطلب شيبة بن هاشم ، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير رضي الله عنه.
مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين.
صحب النبي صلىاللهعليهوسلم نحوا من ثلاثين شهرا ، وحدث عنه بجملة صالحة.
وحدث عن عمر ، وعلي ، ومعاذ ، ووالده ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي سفيان صخر بن حرب ، وأبي ذر ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت وخلق.
وقرأ على أبي ، وزيد.
قرأ عليه مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وطائفة.
روى عنه : ابنه علي ، وابن أخيه عبد الله بن معبد ، ومواليه : عكرمة ، ومقسم ، وكريب ، وأبو معبد ، وأنس بن مالك ، وأبو الطفيل ، وخلق كثير.
وله جماعة أولاد ، أكبرهم العباس ، وبه كان يكنى ، وعلى أبو الخلفاء ، وهو أصغرهم ، والفضل ومحمد ، وعبيد الله ، ولبابة ، وأسماء.
وكان وسيما ، جميلا ، مديد القامة ، مهيبا ، كامل العقل ، ذكي النفس ، من رجال الكمال.
وأولاده : الفضل ، ومحمد ، وعبيد الله ، ماتوا ولا عقب لهم ، ولبابة لها أولاد وعقب من زوجها علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وبنته الأخرى أسماء كانت عند ابن عمها عبد الله بن عبيد الله بن العباس ، فولدت له حسنا ، وحسينا.
انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح ، وقد أسلم قبل ذلك ، فإنه صح عنه أنه قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين : أنا من الولدان ، وأمي من النساء.
وعن طاوس قال : ما رأيت أورع من ابن عمر ، ولا أعلم من ابن عباس.
وقال مجاهد : ما رأيت أحدا قط مثل ابن عباس ، لقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة.
وروى الأعمش ، عن مجاهد ، قال : كان ابن عباس يسمى البحر ؛ لكثرة علمه.
وعن مجاهد قال : ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول قائل : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وعن طاوس ، قال : أدركت نحوا من خمسمائة من الصحابة ، إذا ذاكروا ابن عباس ، فخالفوه ، فلم يزل يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله.