أولها : انقسام البيت الساماني على نفسه طمعا في السيادة.
ثانيها : رجال الدولة السامانية الذين كانت لهم مطامع خاصة ، فسعوا إلى تحقيق هذه المطامع على حساب الدولة.
ثالثها : ضعف أمراء آل سامان حتى أصبحوا ألعوبة في أيدي كبار رجال الدولة.
وترتب على ضعف الدولة السامانية ازدياد نفوذ الترك الذين كانوا مجرد خدم وأتباع ، فتمكنوا من القضاء على الدولة السامانية وبسطوا نفوذهم كذلك على كثير من البلدان الإسلامية(١).
وبرغم ضعف الدولة السامانية بعد الأمير إسماعيل ، فإنها ظلت قائمة حتى منتصف القرن الرابع الهجري ، فقد تولى الأمير أحمد بن إسماعيل الحكم بعد أبيه ، وحاول المحافظة على ملك الدولة السامانية قدر جهده ، لكنه لم يستطع تخليص طبرستان من الأمير الحسن بن علي الزيدي الملقب بالأطرش الذي تغلب عليها وعلى بلاد الديلم ، وهدى الله على يديه نفرا كثيرا ممن لم يدخلوا الإسلام من أهل تلك البلاد ، فالتفوا حوله ، وطردوا والي السامانيين من بلادهم (٢).
وتوفّي أحمد بن إسماعيل سنة ٣٠١ ه إثر مؤامرة دبرت له ، وولي من بعده ابنه نصر ، وكان صغيرا فتنافس أمراء البيت الساماني على الوصول إلى الحكم ، فشق عليه عمه إسحاق بن أحمد عصا الطاعة ، فاستقل بسمرقند ، واستقل أبو صالح منصور بن إسحاق في نيسابور ، ولكن نصرا عاجلهم وقضى على ثورتهم. كما هزم العلويين الذين زاد خطرهم في طبرستان وقتل قائدهم ، فاستطاع الأمير نصر بسبب هذه الانتصارات استعادة نفوذ الدولة السامانية على بلاد ما وراء النهر (٣).
وتوفي الأمير نصر ، فبدأ الانهيار الكامل للدولة السامانية ، فاستقل الأمراء ، كلّ بجهة معينة ، فواجه الأمير نوح بن نصر الذي خلف والده مصاعب كثيرة ، منها خروج أبي إسحاق أحمد في بخارى ، وأبو علي الأصفهاني في نيسابور.
وأخطر ما واجهه غزو ركن الدولة البويهي لبلاد الري واستيلاؤه عليها ، ولكن القائد الساماني أبا علي طرد منها البويهيين ، لكنه انقلب على سادته واستقل بها ، بل طمع في
__________________
(١) ينظر : السابق ، الصفحة نفسها.
(٢) ينظر : السابق ص ١٧.
(٣) ينظر : الكامل في التاريخ حوادث (٣٠١ ، ٣٠٢ ، ٣٠٦) ، وتاريخ بخاري لفاميري ص ١١٣ ، ١١٤.