وكذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خير الأمور أوساطها» (١).
وكذلك قال الله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ...) الآية [البقرة : ١٤٣] ، ولا قوة إلا بالله.
وعن ابن جريج (٢) قال : سجود الملائكة لآدم إيماء ، ولم يكن يحل وضع الوجه بالأرض لأحد.
وعن ابن عباس (٣) ـ رضى الله عنهما ـ قال : كان سجود الملائكة سجود تحية ، ولم يكن سجود عبادة.
وعن قتادة (٤) قال : كانت الطاعة لله ، والسجدة لآدم عليهالسلام إكراما له ، والله أعلم.
ثم اختلف فى إبليس :
قال بعضهم (٥) : هو من الملائكة.
وقال آخرون : لم يكن من الملائكة ، وهو قول الحسن (٦) ؛ والأصم : ذهبوا فى ذلك إلى وجوه :
أحدها : ما ذكر عزوجل عن طاعة الملائكة له بقوله : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ ...)
__________________
(١) أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى (٣ / ٢٧٣) عن عمرو بن الحارث مرسلا وقال : هذا منقطع.
وذكره السيوطى فى الدر (١ / ١٩٣) وعزاه للبيهقى عن معبد الجهنى عن بعض أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم مرفوعا بلفظ : «وخير الأعمال أوساطها»
(٢) ذكره السيوطى فى الدر (١ / ١٠٢) وعزاه لأبى الشيخ فى العظمة عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى. وهو : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموى مولاهم أبو الوليد وأبو خالد المكى الفقيه أحد الأعلام. عن ابن أبى مليكة وعكرمة مرسلا. وعن طاوس مسألة ومجاهد ونافع وخلق.
وعنه يحيى بن سعيد الأنصارى أكبر منه والأوزاعى والسفيانان وخلق قال ابن المدينى : لم يكن فى الأرض أحد أعلم بعطاء من ابن جريج. وقال أحمد : إذا قال أخبرنا وسمعت حسبك به. وقال ابن معين : ثقة إذا روى من الكتاب. قال أبو نعيم : مات سنة خمسين ومائة. ينظر الخلاصة : (٢ / ١٧٨) (٤٤٤٠).
(٣) ذكره البغوى فى تفسيره (١ / ٦٢) ولم ينسبه لأحد.
(٤) ذكره السيوطى فى الدر (١ / ١٠٢) وعزاه لابن أبى حاتم عن ابن عباس بنحوه.
وهو قتادة بن دعامة السدوسى أبو الخطاب البصرى الأكمه ، أحد الأئمة الأعلام حافظ مدلس.
قال ابن المسيب : ما أتانا عراقى أحفظ من قتادة. وقال ابن سيرين : قتادة أحفظ الناس. وقال ابن مهدى : قتادة أحفظ من خمسين مثل حميد. قال حماد بن زيد : توفى سنة سبع عشرة ومائة ، وقد احتج به أرباب الصحاح. ينظر الخلاصة (٢ / ٣٥٠) (٥٨٣٣).
(٥) أخرجه ابن جرير عن ابن عباس (٩٨٥ ـ ٦٩٠) والضحاك بن مزاحم (٦٩١) وسعيد بن المسيب (٦٩٢) وقتادة (٦٩٣ ، ٦٩٤).
(٦) أخرجه ابن جرير (٦٩٦ ، ٦٩٧) وانظر الدر المنثور (١ / ١٠٢ ، ١٠٣).