أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا) [المائدة : ١٠٩] ؛ لشدة فزعهم من هول ذلك اليوم.
فإذا دخلوا الجنّة ، ونزلوا منازلهم ، ذهب ذلك الخوف والفزع عنهم.
فعلى ذلك المؤمن : يكون له خوف فى وقت ، ولا يكون عليه خوف فى وقت آخر ، والله أعلم.
واختلف فى الصابئين :
قيل (١) : الصابئون : قوم يعبدون الملائكة ، ويقرءون الزبور.
وقيل : إنهم قوم يعبدون الكواكب.
وقيل (٢) : هم قوم بين المجوس والنصارى.
وقيل (٣) : هم قوم بين اليهود والمجوس.
وقيل : هم قوم يذهبون مذهب الزنادقة ؛ يقولون باثنين لا كتاب لهم ، ولا علم لنا بهم.
قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٤) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)(٦٦)
وقوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ).
قد ذكرنا فيما تقدم : أن ميثاق الله ، وعهده على وجهين : عهد خلقة وفطرة ، وعهد رسالة ونبوة.
وقوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) فى التوراة أن يعملوا بما فيها ، فنقضوا ذلك العهد لما رأوا فيها الحدود ، والأحكام ، والشرائع كرهوا ؛ فرفع الله الجبل فوقهم ، فقبلوا ذلك.
ويحتمل ما ذكرنا من عهد خلقة وفطرة فنقضوا ذلك.
وقوله : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ).
قيل (٤) : خذوا التوراة بالجد والمواظبة.
__________________
(١) قاله الحسن ، أخرجه ابن جرير عنه (١١٠٩) وعن قتادة (١١١٠) وأبى العالية (١١١١) ، وانظر الدر المنثور (١ / ١٤٥ ـ ١٤٦).
(٢) قاله سعيد بن جبير بنحوه ، أخرجه عبد بن حميد وابن أبى حاتم عنه كما فى الدر المنثور (١ / ١٤٥).
(٣) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير عنه (١١٠٣) وعن الحسن (١١٠٤) وابن أبى نجيح (١١٠٥) ، ومجاهد (١١٠٦) ، وانظر الدر المنثور (١ / ١٤٥ ـ ١٤٦).
(٤) قاله السدى ، أخرجه ابن جرير عنه (١١٣١) ، وعن قتادة (١١٣٠) وانظر تفسير البغوى (١ / ٨٠).