عليهم فى الفعل (١) ، وفى هذا وجود ذلك من طريق الفعل (٢).
ثم القول أيضا من الأئمة بالفتوى به بلا تنازع ظهر فيهم مع ما قد ذكر الله فى المواريث : (فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللهِ) [النساء : ١٢] ، وتخصيص الورثة قصد مضارة بغيره ، واستعمال الرأى فيما قد تولى قسمه على غير الذى قسم. والله أعلم.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٤) شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(١٨٥)
هؤلاء الآيات فيهن فرضية بقوله : (كُتِبَ) ، وأيد ذلك الإبدال فيها الإفطار لعذر والأمر بالقضاء ، وذلك ليس بشرط الآداب مع الامتنان علينا بقوله عزوجل : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) ، أى يريد بكم الإذن لكم فى الفطر للعذر ، ولو كان غير فرض بدؤه لم يكن الفطر للعذر بموضع الرخصة مع شرطه إكمال العدة فى القضاء معنى ، وفى ذلك لزوم حفظ المتروك لئلا يدخل التقصير فى القضاء. وعلى ذلك إجماع الأمة.
ثم بين عزوجل أن لم تكن هذه الأمة بمخصوصة فى الصيام (٣) ، بل هى أحق من فيهم
__________________
(١) فى أ : العقل.
(٢) فى أ : العقل.
(٣) الصوم فى اللغة : الإمساك مطلقا عن الطعام والشراب والكلام والنكاح والسير. قال تعالى ـ حكاية عن مريم عليهاالسلام ـ : (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) والصوم مصدر : صام يصوم صوما وصياما. وفى الاصطلاح : هو الإمساك عن المفطر على وجه مخصوص.
وقد وردت فى فضل الصوم أحاديث كثيرة ، نذكر منها ما يلى :
عن أبى هريرة ـ رضى الله تعالى عنه ـ عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وعن أبى هريرة ـ رضى الله تعالى عنه ـ قال : كان النبى صلىاللهعليهوسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان ، يقول : «قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر».
وعن سهل بن سعد ـ رضى الله عنه ـ عن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «إن فى الجنة بابا ، يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون؟ فيقومون ، لا ـ