الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١١٩) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)(١٢٠)
وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ) :
اختلف فيه :
قيل : نهى الله المؤمنين أن يستدخلوا المنافقين ، أو يؤاخوهم ، أو يتولوهم دون المؤمنين (١).
وقيل في حرف حفصة : «لا تتخذوا بطانة من دون أنفسكم» (٢) ، يعنى : من دون المؤمنين.
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : «نهى الله المؤمنين أن يتخذوا اليهود [والنصارى](٣) والمنافقين ـ بطانة دون إخوانهم من المؤمنين ، فيحدثوهم ويفشوا إليهم سرّهم دون المؤمنين» (٤).
والبطانة : قيل : هم الإخوان ، ويجعلونهم موضع إفشاء سرّهم (٥).
قال الشيخ ـ رحمهالله ـ : والنهي عن اتخاذ الكافر بطانة لوجهين :
أحدهما : العرف به ؛ إذ كل يعرف بمن يصحبه.
والثاني : الميل إليه بما يريه عدوه أنه حسن العشرة وحسن الصحبة ، مع ما فيه الإسقاط عما به يستعان على أمر الدين ، والإغفال عن حقه.
وقوله : (لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) : يقولون : لا يتركون عهدهم في إفشاء أمركم.
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٤١) (٧٦٨٢) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٤٩٨) (١٢٦٧) عن قتادة ، وعن الربيع ابن أنس أخرجه ابن جرير (٧ / ١٤١ ، ١٤٢) (٧٦٨٤) وعن مقاتل بن حيان. أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٥٠١) (١٢٧٥) ، وعن ابن جريج أخرجه ابن جرير (٧٦٨٧) ، وعن مجاهد بن جبر أخرجه ابن جرير (٧ / ١٤١) (٧٦٨١) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٤٩٧) (١٢٦٦) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١١٨) ، وزاد نسبته لابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٥٠٠) (١٢٧٤) عن عمر بن الخطاب ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١١٨) ، ونسبه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب.
(٣) سقط من ب.
(٤) أخرجه بمعناه ابن جرير (٧ / ١٤١) (٧٦٨٠) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٤٩٩) (١٢٧٣) ، من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١١٨) ، ونسبه إليهم وإلى ابن المنذر عن ابن عباس.
(٥) ذكره بمعناه ابن جرير من قوله (٧ / ١٣٨) ، وكذا الرازي في تفسيره (٨ / ١٧٢).