كل مصيبة ونكبة (١) رأوا لهم ـ فرحوا بها.
وقوله : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً)
وعد النصر بشرط : (لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) أخبر أن المؤمنين إذا اتقوا وصبروا لا يضرهم كيدهم شيئا ، حتى يعلم أن ما يصيب المؤمنين إنما يصيب بما كسبت أيديهم.
قوله : (إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) على الوعيد.
قوله تعالى : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١) إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(١٢٢)
وقوله : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ).
قوله : (تُبَوِّئُ) : قيل : تهيئ للمؤمنين أمكنة القتال (٢).
وقيل : (تُبَوِّئُ) : تنزل المؤمنين (٣).
وقيل : (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ) : تتخذ للمؤمنين مقاعد لقتال المشركين (٤).
وقيل : (تُبَوِّئُ) : توطن (٥).
وقيل : تستعد للقتال.
كله يرجع إلى واحد.
ثم اختلف في أي حرب كان ، وأي يوم؟ قال أكثر أهل التفسير : كان ذلك يوم أحد (٦).
وقيل : إنه كان يوم الخندق (٧).
وقيل : كان يوم الأحزاب (٨) ؛ فلا يعلم ذلك إلا بخبر يصح أنه كان يوم كذا ، لكن في ذلك أن الأئمة هم الذين يتولون أمر العساكر ، ويختارون لهم المقاعد ، وعليهم تعاهد إخوانهم ، ودفع الخلل والضياع عنهم ما احتمل وسعهم ، وعليهم طاعة الأئمة ، وقبول
__________________
(١) النكبة : المصيبة من مصائب الدهر. اللسان (٦ / ٤٥٣٥) (نكب).
(٢) ينظر : تفسير أبي حيان ، البحر المحيط (٣ / ٤٩).
(٣) ينظر : تفسير أبي حيان ، البحر المحيط (٣ / ٤٨) ، تفسير البغوي (١ / ٣٤٦).
(٤) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٦٠) (٧٧٠٩) عن قتادة ، وعن الربيع بن أنس أخرجه عنه ابن جرير (٧٧١٠) ، وعن الحسن البصري أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٥١١) (١٣١٧).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٥٠٩) (١٣١٢) عن سعيد بن جبير ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١٢٠) ، وعزاه للطستي عن ابن عباس.
(٦) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٦٠) (٧٧٠٩) عن قتادة ، وعن ابن عباس (٧ / ١٦٠) برقم (٧٧١١) ، وعن السدي برقم (٧٧١٢) ، وعن ابن إسحاق (٧٧١٣) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١٢٠).
(٧) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٦٠) (٧٧١٤) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٥١١) (١٣١٧) ، عن الحسن البصري وذكره السيوطي في الدر (٢ / ١٢٠).
(٨) ينظر : التخريج السابق.