تشهد له أمة إلا قبل الله شهادتهم» ، والأمة : الرجل فما فوقه ، إن الله يقول : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) والأمة : الرجل فما فوقه. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمرو قال : صلى جبريل بإبراهيم الظهر والعصر بعرفات ، ثم وقف حتى إذا غابت الشمس دفع به ، ثم صلى المغرب والعشاء بجمع ، ثم صلى الفجر به كأسرع ما يصلي أحدكم من المسلمين ، ثم وقف به حتى إذا كان كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين دفع به ، ثم رمى الجمرة ثم ذبح ثم حلق ثم أفاض به إلى البيت فطاف به ، فقال الله لنبيه : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً). وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) قال : أراد الجمعة فأخذوا السبت مكانها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق السدّي عن أبي مالك وسعيد ابن جبير في الآية قال : باستحلالهم إياه ؛ رأى موسى رجلا يحمل حطبا يوم السبت فضرب عنقه. وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم : يعني الجمعة ، فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس فيه لنا تبع ، اليهود غدا والنصارى بعد غد». وأخرج مسلم وغيره من حديث حذيفة نحوه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) قال : أعرض عن أذاهم إياك. وأخرج الترمذي وحسّنه ، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وابن خزيمة في الفوائد ، وابن حبان والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، والضياء في المختارة ، عن أبيّ بن كعب قال : لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا ، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثّلوا بهم ، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربينّ عليهم ، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله تعالى (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نصبر ولا نعاقب ، كفّوا عن القوم إلا أربعة». وأخرج ابن سعد والبزار وابن المنذر والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، وأبو نعيم في المعرفة ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن أبي هريرة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم وقف على حمزة حيث استشهد ، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه ، ونظر إليه قد مثّل به ، فقال : «رحمة الله عليك ، فإنك كنت ما علمت وصولا للرحم ، فعولا للخير ، ولو لا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى ، أما والله لأمثلنّ بسبعين منهم مكانك» فنزل جبريل والنبي صلىاللهعليهوسلم واقف بخواتيم سورة النحل (وَإِنْ عاقَبْتُمْ) الآية ، فكفّر النبي صلىاللهعليهوسلم عن يمينه ، وأمسك عن الذي أراد وصبر. وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس مرفوعا نحوه. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ) الآية ، قال : هذا حين أمر الله نبيه أن يقاتل من قاتله ، ثم نزلت براءة وانسلاخ الأشهر الحرم ، فهذا منسوخ. وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) قال : اتقوا فيما حرّم عليهم ، وأحسنوا فيما افترض عليهم.