النبي صلىاللهعليهوسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا ، وأن ينحّي عنهم الجبال فيزرعوا ، فقيل له : إن شئت أن تستأني بهم ، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا ، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم ، قال : لا ، بل أستأني بهم ، فأنزل الله (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) الآية. وأخرج أحمد والبيهقي من طريق أخرى عنه نحوه. وأخرج البيهقي في الدلائل ، عن الربيع بن أنس قال : قال الناس لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن شئتم دعوت الله فأنزلها عليكم ، فإن عصيتم هلكتم ، فقالوا : لا نريدها». وأخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ في العظمة ، عن ابن عباس (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) قال : الموت. وأخرج سعيد بن منصور ، وأحمد في الزهد ، وابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال : هو الموت الذريع. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : (وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) قال : عصمك من الناس. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : فهم في قبضته.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس في قوله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا) الآية قال : هي رؤيا عين أريها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس ، وليست برؤيا منام. (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قال : هي شجرة الزقوم. وأخرج أبو سعيد وأبو يعلى وابن عساكر عن أمّ هانئ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما أسري به أصبح يحدّث نفرا من قريش وهم يستهزئون به ، فطلبوا منه آية فوصف لهم بيت المقدس ، وذكر لهم قصة العير ، فقال الوليد بن المغيرة : هذا ساحر ، فأنزل الله إليه (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا) الآية. وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد قال : رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكا حتى مات ، فأنزل الله (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ). قال ابن كثير بعد أن ساق إسناده : وهذا السند ضعيف جدّا ، وذكر من جملة رجال السند محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك ، وشيخه عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد ضعيف جدّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة ، فأنزل الله (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ، وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ)» : يعني الحكم وولده. وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رأيت بني أمية على منابر الأرض ، وسيملكونكم ، فتجدونهم أرباب سوء ، واهتمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لذلك ، فأنزل الله الآية». وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن عليّ نحوه مرفوعا ، وهو مرسل. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر عن سعيد بن المسيّب نحوه ، وهو مرسل. وأخرج ابن مردويه عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لأبيك وجدّك : «إنكم الشجرة الملعونة في القرآن» وفي هذا نكارة لقولها : يقول لأبيك وجدّك ، ولعل جدّ مروان لم يدرك زمن النبوّة. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أري أنه دخل مكة هو وأصحابه ، وهو يومئذ بالمدينة ، فسار إلى مكة قبل