ابن أبي حاتم وابن مردويه ، والحاكم وصحّحه ، عن عائشة أنها كانت ترسل بالصدقة لأهل الصدقة وتقول : لا تعطوا منها بربريا ولا بربرية ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «هم الخلف الذين قال الله (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ)». وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) قال : خسرا. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، والبيهقي في البعث ، من طرق عن ابن مسعود في قوله : (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) قال : الغيّ نهر ، أو واد في جهنم ؛ من قيح بعيد القعر ، خبيث الطعم ، يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات. وقد قال بأنه واد في جهنم البراء بن عازب. وروى ذلك عنه ابن المنذر والطبراني. وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا ، ثم تنتهي إلى غيّ وأثام ، قلت : وما غيّ وأثام؟ قال : نهران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار ، وهما اللذان ذكر الله في كتابه (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) (١)». وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «الغيّ واد في جهنّم». وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : (بُكْرَةً وَعَشِيًّا) قال : يؤتون به في الآخرة على مقدار ما كانوا يؤتون به في الدنيا. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، من طريق أبان عن الحسن وأبي قلابة قالا : قال رجل : يا رسول الله هل في الجنة من ليل؟ قال : وما هيّجك على هذا؟ قال : سمعت الله يذكر في الكتاب (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) فقلت : الليل من البكرة والعشي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ليس هناك ليل ، وإنما هو ضوء ونور ، يرد الغدوّ على الرواح والرواح على الغدوّ ، تأتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا ، وتسلم عليهم الملائكة». وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من غداة من غدوات الجنة ، وكل الجنة غدوات ، إلّا أنه يزف إلى وليّ الله فيها زوجة من الحور العين وأدناهنّ التي خلقت من الزعفران» قال بعد إخراجه : قال أبو محمد : هذا حديث منكر.
(وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦) أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (٦٧) فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦٨) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (٦٩) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (٧٠) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا (٧٢))
__________________
(١). الفرقان : ٦٨.