وصحّحه ، والبيهقي في الشعب ، عنه (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)؟ قال : ليس أحد يسمّى الرحمن غيره. وأخرج ابن مردويه عنه أيضا في الآية قال : يا محمد هل تعلم لإلهك من ولد؟. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ) قال : العاص بن وائل. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (جِثِيًّا) قال : قعودا ، وفي قوله : (عِتِيًّا) قال : معصية. وأخرج ابن جرير عنه في قوله : (عِتِيًّا) قال : عصيا. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَ) قال : لننزعنّ من أهل كلّ دين قادتهم ورؤوسهم في الشرّ. وأخرج ابن أبي حاتم ، والبيهقي في البعث ، عن ابن مسعود قال : نحشر الأوّل على الآخر حتى إذا تكاملت العدة أثارهم جميعا ، ثم بدأ بالأكابر جرما ، ثم قرأ : (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ) إلى قوله : (عِتِيًّا). وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا) قال : يقول إنهم أولى بالخلود في جهنم. وأخرج أحمد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه والبيهقي عن أبي سمية قال : اختلفنا في الورود ، فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن ، وقال بعضنا يدخلونها جميعا (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) فلقيت جابر بن عبد الله فذكرت له ، فقال وأهوى بإصبعه إلى أذنيه صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يبقى برّ ولا فاجر إلا دخلها ، فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم ، حتى إن للنار ضجيجا من بردها (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا)».
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد قال : خاصم نافع بن الأزرق ابن عباس ، فقال ابن عباس : الورود الدخول ، وقال نافع : لا ، فقرأ ابن عباس : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (١) ، وقال : وردوا أم لا؟ وقرأ : (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ) (٢) أوردوا أم لا؟ أما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منها أم لا؟. وأخرج الحاكم عن ابن مسعود في قوله : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) قال : وإن منكم إلا داخلها. وأخرج هناد والطبراني عنه في الآية قال : ورودها الصراط. وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، والبيهقي وابن الأنباري وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليرد الناس كلّهم النار ، ثم يصدرون عنها بأعمالهم ، فأوّلهم كلمح البرق ، ثم كالريح ، ثم كحضر الفرس (٣) ، ثم كالراكب في رحله ، ثم كشدّ الرحل ، ثم كمشيه» وقد روي نحو هذا من حديث ابن مسعود من طرق. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وإن منكم إلا واردها» يقول : مجتاز فيها. وأخرج مسلم وغيره عن أم مبشر قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية ، قالت حفصة : أليس الله يقول : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) قالت : ألم تسمعيه يقول : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا)». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما
__________________
(١). الأنبياء : ٩٨.
(٢). هود : ٩٨.
(٣). الحضر بالضم : العدو.