أي : ما في استماعه كذب بل هو صادق الاستماع ، والنّدس : الحاذق ، والنّبأة : الصوت الخفي. وقال اليزيدي وأبو عبيدة : الركز : ما لا يفهم من صوت أو حركة.
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف ؛ أنه لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف ، فأنزل الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية ، قال ابن كثير : وهو خطأ ، فإن السورة مكية بكمالها لم ينزل شيء منها بعد الهجرة ، ولم يصحّ سند ذلك. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) قال : محبة في قلوب المؤمنين. وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعليّ : «قل اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودّا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فأنزل الله الآية في عليّ». وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس (وُدًّا) قال : محبة في الناس في الدنيا. وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن عليّ قال : «سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله : (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) ما هو؟ قال : المحبة الصادقة في صدور المؤمنين». وثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إني قد أحببت فلانا فأحبه ، فينادي في السماء ، ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض فذلك قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل : إني قد أبغضت فلانا ، فينادي في أهل السماء ، ثم ينزل له البغضاء في الأرض» والأحاديث والآثار في هذا الباب كثيرة. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) قال : فجّارا. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال : صمّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ) قال : هل ترى منهم من أحد. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (رِكْزاً) قال : صوتا.
* * *