سورة يس
وهي مكية. قال القرطبي : بالإجماع إلا أن فرقة قالت : (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) نزلت في بني سلمة من الأنصار حين أرادوا أن يتركوا ديارهم ، وينتقلوا إلى جوار مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسيأتي بيان ذلك. وأخرج ابن الضريس ، والنحاس ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : سورة يس نزلت بمكة وأخرج ابن مردويه عن عائشة مثله. وأخرج الدارمي ، والترمذي ، ومحمّد بن نصر ، والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لكلّ شيء قلبا ، وقلب القرآن يس ، من قرأ يس ، كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرّات» قال الترمذي بعد إخراجه : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن ، وفي إسناده هارون وأبو محمّد ، وهو شيخ مجهول ، وفي الباب عن أبي بكر ، ولا يصح لضعف إسناده. وأخرج البزار من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لكلّ شيء قلبا ، وقلب القرآن يس» ، ثم قال بعد إخراجه : لا نعلم رواه إلا زيد عن حميد ، يعني زيد بن الحباب عن حميد المكي مولى آل علقمة. وأخرج الدارمي ، وأبو يعلى ، والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له في تلك اللّيلة» قال ابن كثير : إسناده جيد. وأخرج ابن حبان ، والضياء عن جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له» وإسناده في صحيح ابن حبان هكذا : حدّثنا محمّد بن إسحاق ابن إبراهيم مولى ثقيف ، حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد الكوبي ، حدّثنا أبي ، حدثنا زياد بن خيثمة ، حدثنا محمّد بن جحادة عن الحسن عن جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكره. وأخرج أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة ، ومحمّد بن نصر ، وابن حبان والطبراني ، والحاكم ، والبيهقي في الشعب عن معقل بن يسار أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يس قلب القرآن ، لا يقرؤها عبد يريد الله والدّار الآخرة إلا غفر له ما تقدّم من ذنبه ، فاقرؤوها على موتاكم» وقد ذكر له أحمد إسنادين : أحدهما فيه مجهول ، والآخر ذكر فيه عن أبي عثمان وقال : وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل. وأخرج سعيد بن منصور ، والبيهقي عن حسان بن عطية أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ يس فكأنّما قرأ القرآن عشر مرّات». وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والخطيب والبيهقي عن أبي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سورة يس تدعى في التوراة المعمّمة ، تعمّ صاحبها بخير الدنيا والآخرة ، تكابد عنه بلوى الدّنيا والآخرة ، وتدفع عنه أهاويل الآخرة ، وتدعى الدّافعة والقاضية ، تدفع عن صاحبها كلّ سوء ، وتقضي له كلّ حاجة ، من قرأها عدلت عشرين حجّة ، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله ، ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء ، وألف نور ، وألف يقين ، وألف بركة ، وألف رحمة ، ونزعت عنه كلّ غلّ وداء» قال البيهقي : تقرّب به عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن سليمان بن رافع الجندي ، وهو منكر. قلت : وهذا الحديث