عبد بن حميد عن ابن عباس قال : الأوّاب الموقن. وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد عن عطاء الخراساني عنه قال لم يزل في نفسي من صلاة الضحى حتى قرأت هذه الآية (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ). وأخرج ابن المنذر ، وابن مردويه عنه أيضا قال : لقد أتى عليّ زمان وما أدري وجه الآية (يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) حتى رأيت الناس يصلون الضحى. وأخرج الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه عنه قال : كنت أمرّ بهذه الآية (يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) فما أدري ما هي؟ حتى حدثتني أمّ هانئ بنت أبي طالب أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم دخل عليها يوم الفتح ، فدعا بوضوء فتوضّأ ثم صلّى الضّحى ، ثم قال : «يا أمّ هانئ هذه صلاة الإشراق». وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه من وجه آخر عنه نحوه. والأحاديث في صلاة الضحى كثيرة جدّا قد ذكرناها في شرحنا للمنتقى. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : استعدى رجل من بني إسرائيل عند داود على رجل من عظمائهم فقال : إن هذا غصبني بقرا لي ، فسأل داود الرجل عن ذلك فجحده ، فسأل الآخر البينة فلم يكن له بينة ، فقال لهما داود : قوما حتى أنظر في أمر كما ، فقاما من عنده ، فأتي داود في منامه فقيل له : اقتل الرجل الذي استعدى ، فقال : إن هذه رؤيا ولست أعجل حتى أتثبت ، فأتي الليلة الثانية في منامه فأمر أن يقتل الرجل فلم يفعل ، ثم أتي الليلة الثالثة ، فقيل له : اقتل الرجل أو تأتيك العقوبة من الله ، فأرسل داود إلى الرجل فقال : إن الله أمرني أن أقتلك ، قال : تقتلني بغير بينة ولا تثبت؟ قال : نعم ، والله لأنفذن أمر الله فيك ، فقال الرجل : لا تعجل عليّ حتى أخبرك ، إني والله ما أخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته فبذلك أخذت ، فأمر به داود فقتل فاشتدّت هيبته في بني إسرائيل وشدّد به ملكه ، فهو قول الله (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ). وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ) قال : أعطي الفهم. وأخرج ابن أبي حاتم ، والديلمي عن أبي موسى الأشعري قال : أوّل من قال أما بعد داود عليهالسلام (وَ) هو (فَصْلَ الْخِطابِ). وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن سعد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن الشعبي أنه سمع زياد بن أبيه يقول : فصل الخطاب الذي أوتي داود : أما بعد. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس : أن داود حدّث نفسه إذا ابتلى أنه يعتصم ، فقيل له : إنك ستبتلى وستعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك ، فقيل له هذا اليوم الذي تبتلى فيه ، فأخذ الزبور ودخل المحراب وأغلق باب المحراب وأخذ الزبور في حجره ، وأقعد منصفا : يعني خادما على الباب وقال : لا تأذن لأحد عليّ اليوم ، فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر مذهب كأحسن ما يكون الطير ، فيه من كلّ لون ، فجعل يدور بين يديه ، فدنا منه فأمكن أن يأخذه ، فتناوله بيده ليأخذه فاستوفز من خلفه ، فأطبق الزبور وقام إليه ليأخذه ، فطار فوقع على كوّة المحراب ، فدنا منه ليأخذه فأفضى فوقع على خصّ فأشرف عليه لينظر أين وقع؟ فإذا هو بامرأة عند بركتها تغتسل من الحيض ، فلما رأت ظله حركت رأسها ، فغطت جسدها أجمع بشعرها ، وكان زوجها غازيا في سبيل الله ، فكتب داود إلى رأس الغزاة : انظر أوريا فاجعله في حملة التابوت وكان حملة التابوت إما أن يفتح عليهم وإما أن يقتلوا ، فقدّمه في حملة التابوت فقتل ، فلما انقضت عدّتها خطبها داود ، فاشترطت عليه إن ولدت غلاما أن يكون الخليفة من