فسألت ابن عباس فقال : عباد الرحمن؟ قلت : فإنها في مصحفي «عند الرّحمن» قال : فامحها واكتبها (عِبادُ الرَّحْمنِ).
(أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥) وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٨) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (٣٠) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢) وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (٣٤) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥))
قوله : (أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ) أم : هي المنقطعة ، أي : بل أأعطيناهم كتابا من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله (فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ) يأخذون بما فيه ، ويحتجون به وسيجعلونه لهم دليلا ، ويحتمل أن تكون أم معادلة لقوله : (أَشَهِدُوا) ، فتكون متصلة ، والمعنى أحضروا خلقهم أم آتيناهم كتابا إلخ. وقيل : إن الضمير في (مِنْ قَبْلِهِ) يعود إلى ادّعائهم ، أي : أم آتيناهم كتابا من قبل ادّعائهم ينطق بصحة ما يدّعونه ، والأوّل أولى. ثم بين سبحانه أنه لا حجة بأيديهم ولا شبهة ؛ ولكنهم اتبعوا آباءهم في الضلالة فقال : (بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) فاعترفوا بأنه لا مستند لهم سوى تقليد آبائهم ، ومعنى على أمة : على طريقة ومذهب. قال أبو عبيد : هي الطريقة والدين ، وبه قال قتادة وغيره. قال الجوهري : والأمة الطريقة والدين ، يقال فلان لا أمة له : أي لا دين له ، ولا نحلة ، ومنه قول قيس بن الخطيم :
كنّا على أمّة آبائنا |
|
ويقتدي الآخر بالأوّل |
وقول الآخر :
وهل يستوي ذو أمّة وكفور
وقال الفراء وقطرب : على قبلة. وقال الأخفش : على استقامة ، وأنشد قول النابغة :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة |
|
وهل يأثمن ذو أمّة وهو طائع |